باتت الدعاية الاعلامية الهدف الوحيد بالنسبة للتنظيمات الارهابية في الجنوب خاصة بعد تلقيها ضربات موجعة وهزائم متتالية على يد القوات المسلحة الجنوبية ضمن عملية ” سهام الشرق“ ، افقدتها إمكانية إستئناف نشاطها العملياتي ودمرت بنيتها التحتية وحالت دون إيجاد بدائل حتى في التمويل المادي والبشري، وهذا ما اعترف به زعيمها الإرهابي خالد باطرفي في تسجيله الاخير .
ويمكننا القول ؛ ان الاهداف المهمة لتنظيم القاعدة في زرع العبوات الناسفة التي تستهدف القوات المسلحة الجنوبية والمدنيين على حد سواء في الطرق المؤدية الى المناطق والمعسكرات والمعاقل التي تم تطهيرها في عملية سهام الشرق، لا تعدو عن كسب الدعاية ومحاولة لإعادة تأهيل عناصره نفسياً ، ويرتبط نجاح هذا الهدف بمستوى التغطية الاعلامية الاخوانية والحوثية، فكلما كانت مشبعة بالحافز المعنوي للتنظيم وتضمنت سرداً يصنع من الوهم إنجازاً ، فإنها في نظر تنظيم القاعدة الارهابي ملبية لغاية ما يطمح به ويسعى الى تحقيقه.
ترتبط الدعاية والاشاعة الخادمة للعناصر الارهابية بحجم خسائرها وتجدد هزائماً في الجنوب، فكلما كانت في وضع يستحال فيه إعادة بث الروح فيها ، وعادة تأتي هذه الاشاعات من مصادرها الاخوانية الحوثية كمحاولة لتحقيق هدف عبر عنه قادة التنظيم في خطاباتهم، مؤخراً والذي تضمن خطاب زعيم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب خالد باطرفي دعوة وإستجدا القبائل في محافظتي ابين وشبوة لمساندة عناصره، بعدما اعترف بأن تنظيمه يعاني من ضعف الإمكانيات وقلة المؤونة في مناطق أبين وشبوة، وهذا وفقا للواقع ومعطياته وتفسير المحللين والباحثين، إعتراف بالهزيمة وخسارة وجوده وكل ما بناه في المحافظتين خلال عقود خلت .
تحدث باطرفي بلغة الإستعطاف "ومن يقوم الواجب نيابة عنهم " إعتبارات كثيرة ولعل ابرزها مثول مصير بائس وهزيمة قاسية غير مسبوقة ، انست باطرفي ، انه وفي تسجيل له نشرته قناة الملاحم التابعة للتنظيم في نوفمبر الماضي ورسائل مكتوبة بعثها الى القبائل قبيل انطلاق عملية سهام الشرق ، هدد فيها وفي خطابه القبائل ، وهدد بإستهداف كل من يساند القوات المسلحة الجنوبية التابعة للمجلس الإنتقالي الجنوبي ، إضافة إلى تخليه عن الاعتبارات التي كان يعطيها للقبيلة، على امل تجنبه الصدام بها.
في ذات خطاب أكد القيادي الارهابي باطرفي وبصريح العبارة، أنه لن يعتبر من يقاتلونه أبناء القبائل، وإنما أبناء الجهات التي كلفتهم بقتالها، جاء هذا الخطاب بعد طرد المليشيات الاخوانية من محافظة شبوة وخسارة التنظيم واحد من اهم مصادر تمويله المباشرة وإيوائه الامن ، فيما جاء خطاب باطرفي الاخير الذي ذهب به الى النقيض ، وذلك في إستجدائه دعم ومساندة القبائل ، عقب خسارة التنظيم اهم واكبر معاقله الرئيسية على مستوى الجزيرة العربية وفرار عناصره الى خارج محافظة ابين بإستثناء تلك المتخفية والملاحقة .
الخطاب الاخير، كان إقرارا بالهزيمة ، ولتلافي تداعياته على نفوس ومعنويات ما تبقى من عناصر التنظيم او التي لاذت بالفرار الى خارج مسرح عمليات ”سهام الشرق “ و”سهام الجنوب“ ، قرر الاعلام الاخواني والحوثي ضخ إشاعات معادية مغرضة تستهدف التلاحم بين القبائل واخوانهم وبنائهم ابطال القوات المسلحة الجنوبية ، وكان الترويج للخبر الكاذب والعار عن الصحة حول اشتباكات بين القوات المسلحة الجنوبية والقبائل في مديرية مودية بمحافظة أبين ، واحد من هذه الاشاعات الزائفة التي لن تنال من التلاحم المصيري القائم بين القبائل والقوات المسلحة والامن الجنوبية .
محور ابين وكذا القبائل نفت صحة الخبر، وتؤكد للراي العام من خلال النفي ان وحدات القوات الجنوبية تقوم بعمليات مطاردة للعناصر الإرهابية في مديرية مودية عقب تعرض دورية عسكرية لكمين مسلح من قبل تلك العناصر اثناء إسعاف مصابي التفجير الإرهابي الذي استهدف القوات الجنوبية بوادي عومران اليوم وأسفر عن إرتقاء 4 شهداء وسقوط جرحى ، ورغم ذلك إلا ان الضخ الاعلامي المعادي يواصل إستعراض غبائه وفشله.