المُتَوَقَّع يتجاوز بمراحل الواقِع ، بما ظَهَرَ في بعض الشوارع ، وسطَ العَديدِ مِن المُدنِ تاركاً كل دليل ساطع ، أنَّ سياسةَ المملكةِ المغربية في الداخل كالخارج مُنِيت بالفشل الذَّريع ، ممَّا سيفقدها ما سبق وتدخلت به في إفريقيا عامة وليبيا خاصة بشكل قاطع ، حالما اتضح أن الهدف تشخيص دور مَن للزَّعامة الفرديَّة يُصارع ، ليكونَ في تلك المساحة الشاسعة لمنتوجاته النباتية كالمنجميَّة فالمصرفية أذكَى بائِع ، متعاطفة بقيت تلك السياسة مع المعتدي الرئيس على اليمن الظَّاهر بشجاعة المانع ، لكل دخيل على أرضه مهما كان سلاحه قاطع ، ممدودة في فصل من فصولها لاحتضان قاتلة الأطفال في فلسطين بأحقر وأذلّْ تطبيع ، نفس السياسة التي واجهت بها نفس المملكة المغربية اسبانيا بأسلوب ضامنٍ لوقت ضائع ، انتظاراً ما للرئيس الأمريكي بها صانع .
الشعب المغربي في مُجمله الآن ليس ما كان عليه بالأمس ، اليوم بكل التقلبات السياسية والاقتصادية المصطنعة أصبح بها يحس ، وأيضا بمَنْ خَلْفَها يمسحون أثر المجرورة بدوابهم المُخَدَّرة لتسرع في العدو بدون حس ، عسى أحمالها من الأوراق المالية تصل لعناوين مفضوحة غدت لكل مَن في بعض الدول الغربية لها متتبّع حارس ، لتُضاف لمن شابهها في أماكن معينة تتكدَّس ، والمغاربة بالملايين يفقدهم الجوع حاسة النُّعاس .
... لو قُدِّرَ على المغاربة سماع ولو الجزء البسيط لِما يُقال عن نظام مملكتهم انطلاقاً من سبتة صعودا لغاية كندا نزولا حتى استراليا لأُصيبوا بخيبة الأمل فيتأثر فيهم الإحساس ، المرفوق بالإحباط والندم عن عصرٍ ولّى مَهْماً كان ما وصل لربع ما يَحدث اليوم فاق صنائع الأباليس .
... لم تعد مغربية الصحراء محور تلك السياسة الرسمية في قاموس تحركات وزير "التجوال" الباهظة التكلفة وأحياناً بالعملة الصعبة ، بل هي صفقات مدروسة لفائدة جهات جعلت من المغرب ضيعة في حاجة لتسويق منتوجاتها دون صرف أي درهم من جيوبها ، وإنما هي الخزينة العمومية الموضوعة دوما رهن إشارتها ، وبخاصة في التوقيت هذا ، حيث لا حكومة مثل حكومات الدول المحترمة لشعوبها ، ولا برلمان كبرلمانات الدول المُراقَبة من طرفها المراقبة الصارمة ، بل مجرَّد وجودٍ لمؤسَّستين ، رغم الدستور المحمّل إياهما مسؤوليات واضحة ، تفقدان حتى رفع الأصبع لإبداء أي ملاحظة مهما كانت بسيطة ، ممّأ يجعلهما ديكوراً لتزيين ديمقراطية شبيهة بما يُعرف عن السراب .
شبَّ الملل ، من مثل الحال ، مهما كان المجال . الغد أسوأ من اليوم ، والأخير ألعن من الأمس بما بتراكم من الهم والغم ، ممَّا يجعل مثل السلسلة الزمنية ترمز في العمق لحاضرٍ بالأزمات الداخلية متقطِّع ، إن لم تُحَلّ بتغييرٍ جذري أساسه محاسبة الفاسدين و نشر ثقافة المساواة بين جميع المواطنين ، ما عدا ذالك فالمستقبل لا محالة سيكون فاجع ،.
الصحراء مغربية وانتهى الأمر ، فلتلجأ المملكة المغربية لما هو أهم الآن الممثَّل في إنصاف المغاربة الفقراء دون تمييز بين مقامهم في الشمال أو الجنوب ، إذ لا معني لتصرفها تصرفا يفرق بين المغاربة داخل المغرب الموحد التراب الوطني من "فكيك" إلى "الكويرة" إذ لا معني أن تُخصِّص للمواطنين الصحراويين مبلغاً مالياً محدَّداً بألفي 2000 درهم شهرياً لكلٍ منهم امرأة كانت او رجلاً ، بواسطة ما يُطلق عليها باللغة الاسبانية ( cuartilla) وهي "بُطَيِّقة" كتصغير لكلمة بطاقة ، صادرة عن مصلحة الإنعاش الوطني تُسلَّم بعشرات الآلاف إلي عُمَّال (محافظي) تلك الأقاليم (المحافظات) الصحراوية لتوزيعها على شكل مِنَحٍ دائمة بغير عمل تفرضه على المستفيدين منها ، إضافة للمواد الاستهلاكية جميعها تُباع بأثمنةٍ مُخَفّظَة للغاية ، وكأن المغرب في وحدته الترابية تلك مقسَّم بين مغاربة الشمال والغرب والشرق المحرومين ومغاربة الجنوب في الجزء الصحراوي منه المحظوظين ، وكأن الصحراء المغربية لولا تلك التسهيلات الملائمة للقدرات الشرائية مع المنح المادية المعطاة دون قيد أو شرط لسكانها وهم مغاربة لكان حالها عكس ما هو عليه الآن ؟؟؟ ، وهذا أمر نابع من السياسة الرسمية الفاشلة حتى داخل الصحراء المغربية ذاتها بالأحرى خارجها .
مصطفى منيغ
سفير السلام العالمي