احتجاجات غاضبة تجتاح البلاد
أغلق لبنانيون الطرق باستخدام الإطارات المشتعلة وصناديق القمامة في أنحاء بيروت وعدة مدن يوم الخميس مع تجدد الاحتجاجات التي أججها التراجع السريع في سعر العملة مقابل الدولار والصعوبات الاقتصادية المتراكمة.
وتراجعت العملة الوطنية يوم الخميس إلى 5 آلاف ليرة مقابل الدولار، وفقدت 70% من قيمتها منذ أكتوبر/ تشرين الأول، عندما غرق لبنان في أزمة اقتصادية ينظر إليها باعتبارها التهديد الأكبر لاستقرار البلاد منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين 1975 و1990.
ومن مدينة طرابلس في الشمال إلى مدينة صيدا في الجنوب، ردد اللبنانيون هتافات ضد النخبة السياسية وأضرموا النار على الطرق الرئيسة في أنحاء البلاد، في أوسع احتجاجات من نوعها منذ فرض إجراءات العزل العام منتصف مارس/ آذار، بسبب تفشي فيروس كورونا.
وقالت منال التي كانت تحتج في وسط بيروت: ”لم يعد معنا مال للأكل أو دفع الإيجار أو أي شيء من هذا، سنبقى هنا حتى تنخفض قيمة الدولار ونحقق كافة مطالبنا“.
وفي طرابلس، ثاني كبرى مدن لبنان، قال شهود إن محتجين ألقوا زجاجات حارقة على مبنى تابع للمصرف المركزي مما أدى لاشتعال النار ودفع قوات الشرطة لإطلاق الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين.
وهتف المتظاهرون: ”حرامي حرامي رياض سلامة حرامي“، في إشارة إلى حاكم المصرف المركزي اللبناني.
كذلك سجّلت تحركات مماثلة في صور وصيدا (جنوب) حيث أضرم محتجون النار في مستوعبات النفايات.
وفيما لا يزال سعر الصرف الرسمي مثبتاً على 1507 ليرات، حدّدت نقابة الصرافين الخميس سعر شراء الدولار بـ3890 حدا أدنى والبيع بـ3940 حدا أقصى، في خطوة بدأتها منذ أيام بالتنسيق مع الحكومة في محاولة لتثبيت سعر الصرف على 3200 ليرة.
وبينما أغلق العديد من محال الصيرفة أبوابه بحجة عدم توفر الدولار، قال أحد الصرافين في بيروت رافضاً كشف اسمه، إن سعر مبيع الدولار في السوق السوداء بلغ خمسة آلاف ليرة الخميس بينما الشراء 4800.
"
في الضاحية الجنوبية لبيروت، بدأ شراء الدولار صباحا بـ4850 ليرة، وفق ما أوضح أحد الصرافين في السوق السوداء.
وفي جنوب لبنان، قال أحد المواطنين إنه باع مبلغاً بالدولار لأحد الصرافين بسعر 4750 ليرة للدولار.
أوردت وسائل إعلام محلية، مساء الخميس، أن سعر التداول بلغ 6 آلاف ليرة للدولار.