«كذبة أبريل» وأكاذيب كورونا 

الخميس 02 أبريل 2020 2:58 م

کذبة أبریل تقليد أوروبي قدیم ظهر قدیمًا منذ زمن سیدنا نوح علیة السلام ۔وقد أختلف المٶرخون فی تحدید  اسباب هذه المناسبة ۔وهناك روایات کثیره تتحدث وهو لیس عیدا قومیًا او مناسبة دینیة وهو  قائم على المزاح.

ويقوم فيه بعض الناس في اليوم الأول من أبريل بإطلاق الشائعات أو الأكاذيب، ويُطلق على مَن يُصدِّق هذه الشائعات أو الأكاذيب اسم “ضحية كذبة أبريل”.ألم تصبح هستریا  فیروس کورونا أخطر من کذبة إبریل ۔هل اصبح العالم یعیش ضحیة صراع الساسة بکذبة کورونا ۔لماذا اصبح العالم یعیش حاله الرعب والفزع۔رغم اصابة العالم فی مطلع القرن الحالي بوباء جنون البقر ۔وأنفلونزا الطیور ۔والخنازیر ۔والجمرة الخبیثة ۔لماذا یعیش العالم حاله من الجنون رغم أن فیروس " سارس کورونا " لیس جدید وأن حوالي 96%  هو نفس الوباء ویتعرض له أناس کُثر فی العالم وهم لا یدرون ۔ لماذا حالات الشك التی بدآت من نقطة الصفر من المنبع وإتهام ( الحیوانات والطیور والخفافیش ) ۔بنقل المرض لماذا اصبحت شبکات التواصل الإجتماعي أکبر کذبة عرفتها البشریة ۔من اشاعات وأکاذیب واصبح الکل خبیر  فی التوعیة واختراع ادویه من " حبة البرکه الی الینسون  ۔ألسنا نعیش عصر الشعبویه السیاسیة والعهر السیاسي ۔من تصریحات الساسة ۔من بدایة التصریح الصیني الشهیر نحن نواجهه عدو نعرفه ۔ وسوف  ننتصر علیة ماذا تقصد الصین ومن هو العدو ،  ثم یآتي تصریح أخر عن المٶامرة والأشاعات من " تایون " عن ضم الاقلیم مرة أخري الی الصین بعد حصوله علی الحکم الذاتي  وأنها لعبة صینیة  ۔ثم الحرب الجرثومیة ۔وإتهام الصین بتخلیق مواد من مختبر ووهان ۔ثم الاتهام الی شرکات الأدویه والمستحضرات الصیدلیات لتحقیق الربح۔ثم بدآ انتشار اشاعات الجنود الامریکان فی افغانستان وتسرب الغاز الی الحرب الاقتصادیه وشراء الصین الاوراق المالیه من الشرکات الاجنبیه التي تعمل فی الصین ۔  ثم تصریحات متبادلة من بکین ۔وواشنطن ۔  عن بدایة ظهور الفیروس فی الولایات المتحدة واماکن إحتجاز المصابین وعدد الوفیات وتاریخ اول الإصابات ۔ لیآتي الرد الأمریکی عن فیروس الصین  الذی یسبب أزمه عن تسمیته بفیروس الصین ۔لیعیش العالم کل لحظه علی اشاعه جدیدة من الاشاعات والاتهامات فی غیاب  دور لمجلس الأمن بالقیام بالتحقیق عن اسباب انتشار الفیروس ۔  والأسباب التی ادت لانتشاره بهذه السرعه ۔ وفی ظل ذلك حاله التخبط العالمي ظهرت الفیدیوهات وقد استغل ذلك کثیر ومنهم للاسف أطباء فی ترویج أفکار لیس لها ای اساس من الصحه لقد ضحکت سیده علی الشعب المصري بترویج فیدیو وللاسف استغلت کتاب الله القرآن فی اید وجواز سفرها الأمریکي فی حدیث من الخیال وکسبت 130$ من المشاهدات التی بلغت عشره ملایین مشاهده في بداية الأمر كان البعض يؤكد أن المرض عبارة عن عقاب إلهي، ضد تلك البلاد التي تحارب المسلمين، ولكن بعد أن وصل المرض إلى ديار المسلمين، خفت صوت تلك الفئة، ولتخرج فئة أخرى وتدعي أنه مؤامرة إمبريالية، من الدول الكبرى ضد الدول النامية، ثم أصبح الموضوع مجالا للتندر والنكتة لدى البعض، كما هو مساحة للشائعات والتهويل عند فئات أخرى".الأخطر من كورونا هي الشائعات التي تتمحور حوله، والتحليلات غير المنطقية لهذا الفيروس وربطها بأمور لا أساس لها من الصحة، والأخطر من كورونا هي بعض العقول التي تقول إن الصين أوجدت هذا الفيروس للقضاء على المسلمين، هؤلاء هم أنفسهم الذين ربطوا الفيضانات والزلازل  والحراٸق فی غابات استرالیا والبرازیل ۔التي تحدث في الدول غير المسلمة بأنها عقاب من الله".وهذا معروف فی الدول التي تقع فی حزام آرخبیل الزلازل مسلمة کانت أو غیر مسلمة مثل هذه الأمور لا تُفرق بين مسلم وغير مسلم، وبالعودة لكورونا، فإن الصين كغيرها من الدول قامت بتوفير البيئة العلاجية لجميع مواطنيها مهما كانت أصولهم ومرجعياتهم الدينية، وهذا يؤكد أن الأخطر من كورونا أيضاً، هو بعض العقول التي تعشق اختلاق القصص وفبركته الأمور علی هویتها وعقیدتها ۔

مشكلتنا في المجتمعات العربية، أن لدينا شريحة كبيرة تفتي وتتحدث في كل واردة وشاردة، في كل شأن وموضوع، من الإبرة إلى الصاروخ، وتجد لها مساحة إعلامية واسعة، وفي ظل وجود الهاجس الساكن في الثقافة والعقول، أصبحت السيطرة على ذهن الرأي العام أمرا سهلا ويسيرا".نحن نعیش کذبة إبریل العصر الحدیث۔وساعد علی ذلك انتشار شبکات التواصل الاجتماعی والفوضي من الأکاذیب ۔العالم یتحول من اخطر مراحل تاریخه  مرحلة التغیرات المناخیة التی سوف تشهد ظهور اوبٸه ومجاعات وجفاف فی مناطق کثیره من العالم لقد رفضت ومتنعت الولایات المتحده  وبعض الدول الصناعیة الکبري ۔عن  الانضمام الی معاهده "المناخ " فی باریس العام الماضي  والحد من الإنبعاث الحراري ،  الذی یهدد البشریه بکوارث بدآت  ب" توسنامی  بدایه هذا القرن وفی الحراٸق نهایه العام ۔  فی استرالیا  والبرازیل والیوم یحل یوم کذبة إبریل  ونحاول   التفریق بین  الأخبار الحقیقیة  وتلك الزاٸفه  التي  تعتمد علی محررون  واسعو  الخیال ونشرها بهدف خداع القراء البسطاء  وتزداد مهمة التمییز بین الحقیقة بسبب الزمن الصاخب الذی نعیش فیة ۔حیث تداخلت الأخبار مع بعضها ۔فلا تستطیع ان تفرق بین الحقیقة والأخبار الزاٸفة فزالت الحدود بینها ۔کما استطاع فیروس کورونا ، أن یدخل بدون تآشیرة وأن یکسر الحدود والاعراق والمذاهب ولا یفرق بین وزیر وحقیر ۔لیجعل العالم سواسیة ،  ولکن الأخطر فی هذا الفیروس إنتشار الاشاعات والأکاذیب ۔وفوضي فتاوى عن طرق علاج فيروس كورونا من الأطباء علي مواقع التواصل الاجتماعي.
 
محمد سعد عبد اللطیف *
کاتب مصري ۔وباحث فی الجغرافیا السیاسیة *

التعليقات

الأكثر قراءة

كاريكاتير

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر