المرشح الإخواني عبدالقادر بن قرينة
لم تنطلق بعد رسميا الحملة الانتخابية لمرشحي الرئاسة الجزائرية، لكن "سقطات" الإخوان خرجت بوتيرة متسارعة، ما جعلها محور الاهتمام في الاستحقاق الأهم بالبلاد.
ومع إعلان المجلس الدستوري الجزائري أوائل الشهر الجاري القائمة النهائية لمرشحي الانتخابات الرئاسية، بدأ الإخواني عبدالقادر بن قرينة في الكشف عن برنامجه.
وبعد "صدمة تعهده ومغازلته للعصابة" بمنح فيلا ومبلغ مالي للمتهمين بالفساد من رموز نظام بوتفليقة الموجودين في السجن، استمر بن قرينة في الكشف عن "أولويات برنامج الانتخابي" المثير "للسخرية" كما وصفه كثير من الجزائريين، والتي غازل فيها "المرضعات والعوانس".
ويتأهب المرشح الإخواني رئيس ما يعرف بـ"حركة البناء الوطني" للانتخابات التي تجري في 12 ديسمبر/كانون الأول المقبل، وينافس فيها عز الدين ميهوبي الأمين العام بالنيابة لحزب التجمع الوطني الديمقراطي (الموالي)، ورئيس الوزراء الأسبق عبدالمجيد تبون بصفته مرشحا مستقلا، وعلي بن فليس رئيس حزب طلائع الحريات (المعارض) ورئيس الوزراء الأسبق، ورئيس حزب جبهة المستقبل عبدالعزيز بلعيد.
ومن بين الأولويات الانتخابية لرئيس ما يعرف بـ"حركة البناء" التي كشف عنها في تصريحات تناقلتها وسائل الإعلام الجزائرية، تعهده بـ"رفع عطلة المرأة المرضعة العاملة إلى 6 أشهر مدفوعة الأجر عوضا عن ثلاثة أشهر" كما هو معمول به.
كما حاول المرشح الإخواني الاستثمار في عدد العوانس بالجزائر التي قال إن عددهن وصل إلى 11 مليون عانس، وفي ندوة صحفية بالجزائر العاصمة تعهد الإخواني بن قرينة "بنوع من السخرية" بـ"توفير طبيب نفسي للعوانس" و"إيجاد حلول عاجلة لهن" في إشارة إلى "تزويجهن".
واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بالجزائر في الأيام الأخيرة "سخرية" من تصريحات المرشح الإخواني، ووصفه نشطاء بـ"مرشح العوانس والمرضعات".
واستغرب خبراء اقتصاديون كيف لمرشح لمنصب رئيس الجزائر أن يتعهد في برنامجه الانتخابي برفع العطلة المرضية للمرضعات العاملات إلى 6 أشهر، في وقت تخسر الجزائر سنويا من العطل المرضية أكثر من 15 مليون دولار، ووصل عددها نهاية 2018 إلى 14 مليون عطلة مرضية.
وأظهرت إحصائيات أجرتها العام الماضي وزارة العمل والضمان الاجتماعي أن الجزائر التي لا تحصي عددا كبيرا من العطل والأعياد مقارنة بدول أخرى، لكن تطبيق المعايير الدولية عليها يكشف أن "الموظف الجزائري لا يعمل إلا حوالي ساعتين في اليوم".
كما أن عدد النساء العاملات في الجزائر يفوق المليونين، وتمثل نسبة المرأة في سوق العمل 17.9% من العدد الإجمالي للعاملين بالجزائر.
وعن مشكل العنوسة، حدد خبراء الاجتماع والاقتصاد في الجزائر حلولا لها انطلاقا من أسبابها، من أبرزها ارتفاع نسب البطالة وغلاء المهور وتكاليف الزواج وغيرها من الأسباب.
في حين تشير الإحصائيات الرسمية أن أكثر من نصف عدد العازبات في الجزائر تتراوح أعمارهن بين 20 و30 عاما، ما يعني وفق المختصين أن المشكل الذي يتحدث عنه الإخواني "غير موجود بالأساس"، لأنه يعد أن كل فتاة تجاوز عمرها الـ20 عاما فهي "عانس".
واعتبر كثير من الجزائريين تعهدات المرشح الإخواني "الدليل الجديد على أن الإخوان يتاجرون بكل شيء حتى بهموم الناس للوصول إلى السلطة"، من خلال "البحث في الأرقام الكبيرة وليس في البحث عن الحلول للمشكل كما يفعل السياسيون الذين يحترمون أنفسهم والناس"، كما علق أحد متابعي مواقع التواصل.
وتعددت أساليب تعبير الجزائريين الساخرة من كلام الإخواني بن قرينة بين من حذر ساخرا "من منحه حقوقا كبيرة للمرأة"، ومنهم من وصف الإخوان بـ"البلاء الذي حل عليهم"، وآخرون قالوا إن "خطاب الإخوان مبني فقط على فكرة خالف تُعرف"، فيما علق آخر بالقول إن برنامج بن قرينة واعد وضخم للقضاء على العنوسة، "تزوج اثنتين وخذ واحدة هدية".
وأظهرت تعليقات الجزائريين "معرفة عميقة" بمشكلات بلادهم أكثر من المرشح الإخواني لمنصب رئيس البلاد، وأجمعت ردود أفعالهم على أن التيارات الإخوانية لا ترى في تلك الأرقام إلا مجرد أصوات انتخابية، وأنهم "بعيدون بمئات السنين عن واقع ومشكلات المجتمع الجزائري، بينما تساءل أحدهم: هل يعرف بن قرينة بعد كل تلك الأرقام حقيقة المشكلة؟
فيما استهجن آخرون "المستوى السياسي لمرشح في انتخابات الرئاسة"، مؤكدين أن ملايين الجزائريين الذين خرجوا من أجل التغيير الجذري السياسي والاقتصادي والاجتماعي وجدوا مرشحا "يعيش في زمن غير زمانهم وواقع مختلف عن واقع همومهم".