قراءة في تهديدات ابي أحمد لمصر

الأربعاء 23 أكتوبر 2019 3:55 م

بعد تهديدات رئيس وزراء اثيوبيا فى البرلمان الاثيوبي لمصر، ومواقف اثيوبيا المتصلبة ضد اى مقترح مصري بخصوص سد النهضة، كان علينا ان ننظر بعمق لحقيقة ما يحدث ومن هو ابي احمد الذى هلل له البعض كما هللوا للرئيس الامريكي باراك حسين اوباما بإفتراض أنهم مسلمون.

فرئيس الوزراء أبي أحمد لم يأتي للكرسي الجالس عليه بالصدفة أو برغبة شعبية فقط، ومصالحة بلاده مع اريتريا (التى كانت سبب حصوله على جائزة نوبل للسلام) لم تكن بسبب جهود دبلوماسية من أديس بابا او خلافه، بل كانت بأمر من واشنطن تم تنفيذه على طاولة ابوظبي، كذلك جاء دوره الاقوى فى المصالحة السودانية استغلالا لرهان مصر الخاطئ هناك، وهو الدور الذى جاء على حسابنا.

فنوبل لم تمنح لمسلم او عربي تقريبا الا وأن كانت مكافئة لتنفيذه ما يخدم مصالحهم (مصالح الصهيونية العالمية)
وتأملوا معي :
حصول البرادعي على نوبل اكتوبر2005 بعد خراب العراق2003.
زويل في 1999 بعد المشاركة فى مشروع تطوير تطوير منظومة الصواريخألاسرائيلية باستخدام الليزر ، قبل أن يحصل على جائزة “وولف برايز” الاسرئيلية عام 1993، التى سلمها له الرئيس الاسرائيلي حاييم وايزمان بنفسه داخل الكنيست.
السادات برفقة مناحم بيجن 1978بعد كامب ديفيد وما يترتب عليها حتى الان.
نجيب محفوظ في 1988 كان اكثر وأول الادباء العرب تحيزا للتطبيع مع اسرائيل.


وأخرا نجوم الربيع العبري اليمنية التركية توكل كرمان بعد تدمير اليمن 2011، ولجنة الحوار التونسي الوطنية الرباعية 2015.

ولكم ان تتخيلوا كم المليارات التى ضخت داخل الاقتصاد الاثيوبي بالاعوام الاخيرة مرعب، وهو امر يكشف بوضوح المخطط الذى يراد عبر تلك الدولة ومن المستهدف، وتذكروا كيف كان يسعى الصهيوني لدمج تلك الدولة فى معادلة كبار الاقليم لتلجيم كل العرب.
فمع بداية الخمسينات كانت الولايات المتحدة تعمل على صنع نظام شرق أوسطي تستطيع فيه دمج اسرائيل، بجانب صنع أنظمة تابعة لها كي تخوض حرب بالنيابة عنها ضد الاتحاد السوفيتي، وفى مارس 1953 جاء وزير خارجية امريكا جون فوستر دالاس الى القاهرة، لفهم عقلية النظام الجديد بمصر بعد ثورة يوليو، وهنا قال السفير الامريكي بالقاهرة لوزير خارجية بلاده بأن الرجل القوى فى النظام الجديد هو شابا يدعى جمال عبد الناصر وليس محمد نجيب، فطلب دالاس عقد أجتماع معه، وعلى الفور عمل السفير الامريكي على عقد ذلك الاجتماع، حتى أجتمع كلا من وزير الخارجية والسفير الامريكي وجمال عبد الناصر وعبد الحكيم عامر، وعرض وزير الخارجية الامريكي على عبد الناصر الانضمام لحلف ثلاثي يضم كلا من أنقرة (الاكثر تحضرا بين العواصم الاسلامية) وكراتشي (الاكثر كثافة سكانية بين العواصم الاسلامية) والقاهرة (الاكثر عراقة بين العواصم الاسلامية).
فسأله عبد الناصر: وما سبب إنشاء ذلك الحلف، وسيواجه من؟
فأجابه دالاس قائلا: بتأكيد ضد الخطر الشيوعي.
فرد خالد العرب كيف تريد أن أرى خطراً مزعوماً على مسافة أربعة آلاف كيلومتر، ولا أرى خطراً حقيقياً على مسافة مئة كيلومتر (اسرائيل)؟
وهنا أنتهت مهمة دالاس بالفشل فى مصر وبعدها عزمت الاستخبارات البريطانية والامريكية على التخلص من جمال عبد الناصر سواء على يد أذرعها فى الداخل (جماعة الاخوان المسلمون) أو شن حروب ضارية على مصر من كافة الجهات.
ولم ييأس وزير الخارجية الامريكي وقتها من صنع تحالف شرق أوسطي يخضع لواشنطن، حتى جاء البديل للقاهرة فى بغداد، وتم إنشاء “حلف بغداد” عام 1955 والذى ضم بجانب المملكة المتحدة العراق وتركيا وإيران وباكستان، ولكن كان عمر “حلف بغداد” قصيرا، بعد أن أسقط عبد الكريم قاسم النظام الملكي بقيادة نوري السعيد بعد ثورة تموز 1958 التى أطاحت بالمملكة العراقية الهاشمية التي أسسها الملك فيصل الأول تحت الرعاية البريطانية.
وهنا أرسل بن غوريون مؤسس الكيان الصهيوني للرئيس الامريكي أيزنهاور رسالة يقول فيها “إنه لمن الخطأ الفادح أن تفكر الولايات المتحدة بإقامة حلف في الشرق الأوسط يرتكز على أي عاصمة عربية، إن الشرق الأوسط لكي يحظى بالاستقرار وبالولاء للغرب يجب أن يرتكز على ثلاث عواصم دون غيرهم، وهم أنقرة وتل أبيب وأديس بابا”.
ولم يخيب دوايت أيزنهاور رأي بن غوريون، وفى العام التالي من أنهيار حلف بغداد أي فى عام 1959 تم توقيع أتفاقية “الرمح الثلاثي” بين اسرائيل وتركيا وايران الشاه واثيوبيا، وهي الاتفاقية التى أستخدمت فيها اسرائيل كلا من ايران واثيوبيا واسرائيل كرمح فى وجه الامن القومي العربي، فمن خلال تركيا سيطرت اسرائيل على نهر دجله والفرات للتحكم فى العراق وسوريا، ومن خلال أثيوبيا هددت اسرائيل أمن مصر والسودان المائي بنهر النيل، وفى عام 1996تم تجديد الاتفاقية مرة أخرى لضمان تطويق الوطن العربي ليس فى موارده المائية فقط بل وتقويض نفوذه السياسي والاقتصادي أيضا.

واليوم الامريكي واليهودي يحاولوا فرض (اقول فرض) معادلة جديدة بالمنطقة منذ عام 2011م، وللاسف هي تسير فى تقدم مستمر، قد يكون نهايته إسدال الستار عن "صفقة القرن".

التعليقات

الأكثر قراءة

كاريكاتير

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر