تصعيد إسرائيلي
اندلعت مواجهات بين الشرطة الإسرائيلية ومصلّين فلسطينيين الأحد في حرم المسجد الأقصى في القدس في أول أيام عيد الأضحى، ما أسفر عن عشرات الجرحى في صفوف الفلسطينيين.
وأدانت الرئاسة الفلسطينية اقتحام شرطة الاحتلال الإسرائيلي لباحات المسجد الأقصى، والاعتداء على المصلين عقب صلاة عيد الأضحى.
وقال نبيل أبوردينة الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية إن الاعتداء على المصلين "يشكل استفزازا كبيرا لمشاعر المسلمين ويعمل على تأجيج الأوضاع وزيادة التوتر لجر المنطقة لمربع العنف".
وطالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بضرورة تدخل دولي وعربي عاجل من أجل لجم العدوان الإسرائيلي، بحسب أبوردينة.
وحذر الحكومة الإسرائيلية من استمرار السماح للمستوطنين بـ"القيام بهذه الجرائم، وتحويل الصراع السياسي إلى صراع ديني والذي سيحرق كل شيء".
ووقعت مواجهات بين الشرطة والمصلين حيث استخدمت قوات الأمن المنتشرة على مداخل الحرم القدسي، قنابل صوتية في محاولة لتفريق الحشد.
وقالت آسيا أبوسنة (32 عاما) لوكالة الصحافة الفرنسية "إنه مسجدنا وعيدنا، لكن الجيش وصل وبدأ بالضرب وإطلاق قنابل صوتية".
وتحدث الهلال الأحمر الفلسطيني عن 61 جريحا نقل 15 منهم إلى المستشفى فيما أحصت الشرطة سقوط أربعة جرحى في صفوفها.
والسبت، قررت الأوقاف الإسلامية في القدس تأخير صلاة العيد إلى السابعة والنصف (4:30 تغ) بدلا من السادسة والنصف، وإغلاق كافة مساجد القدس وحصر صلاة العيد في المسجد الأقصى فقط، للتصدي لدعوات المستوطنين لاقتحام الأقصى فيما تسمى "ذكرى هدم الهيكل".
وأدان الأردن بشدة الأحد استمرار "الانتهاكات"الإسرائيلية في القدس، إثر صدامات بين الشرطة الإسرائيلية ومصلّين فلسطينيين في حرم المسجد الأقصى في أول أيام عيد الأضحى، داعيا "لوقف هذه الممارسات العدوانية فورا".
وعبر الناطق الرسمي باسم الوزارة سفيان القضاة عن "رفض المملكة المطلق لهذه الممارسات العبثية والاستفزازات غير المسؤولة في أول أيام عيد الأضحى المبارك".
وحمل القضاة "الحكومة الإسرائيلية نتائجها بالكامل وما نجم عنها من عنف وتوتر شديد".
وطالب السلطات الإسرائيلية "بالوقف الفوري لهذه الممارسات"، داعياً "المجتمع الدولي للتحرك والضغط على إسرائيل لوقف ممارساتها العدوانية".
كذلك نددت منظمة التحرير الفلسطينية بـ"العدوان" على الأقصى فيما اعتبر رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في بيان بأن ما حصل "يظهر البعد الديني للنزاع".
ويعتبر المسجد الأقصى ثالث أقدس موقع في الإسلام، ويشير إليه اليهود على أنه جبل الهيكل حيث موقع المعبدين من عهد التوراة ويعتبر أقدس الأماكن الدينية عندهم.
ويقع المسجد الأقصى وهو في صلب النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، في القدس الشرقية وتسيطر القوات الإسرائيلية على مداخل الموقع الذي تتولى إدارته دائرة الأوقاف الإسلامية التابعة للأردن.
وتعترف إسرائيل التي وقعت معاهدة سلام مع الأردن في 1994، بإشراف المملكة على المقدسات الإسلامية في المدينة.
ويخشى الفلسطينيون محاولة إسرائيل تغيير الوضع القائم في المسجد منذ حرب 1967 والذي يسمح بمقتضاه للمسلمين بدخول المسجد الأقصى في أي وقت في حين لا يسمح لليهود بذلك إلا في أوقات محددة وبدون الصلاة فيه.
واحتلت إسرائيل القدس الشرقية عام 1967، بعدما كانت تخضع للسيادة الأردنية كسائر مدن الضفة الغربية قبل احتلالها، وضمّتها لاحقاً في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.