فترة فارقة في حياة التونسيين
بدأت السبت مراسم تشييع جثمان الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي في جنازة وطنية رسمية انطلقت من القصر الرئاسي بضاحية قرطاج بالعاصمة.
ونُقل جثمان السبسي الذي توفي عن 92 عاماً صباح الجمعة، من المستشفى العسكري في العاصمة تونس إلى قصر قرطاج بالضاحية الشماليّة، في سيّارة عسكريّة لُفَّت بعلم البلاد، في ظلّ حراسة عسكرية وأمنية.
وتزامناً مع نقل الجثمان، تجمّع مئات التونسيّين مردّدين النشيد الوطني، في حين بكى البعض. وأدّى عدد من عناصر قوى الأمن التحيّة العسكريّة لدى مرور الموكب.
وحدّدت رئاسة الجمهورية موعد انطلاق الموكب قرابة الحادية عشرة صباحاً بمشاركة الرؤساء الفرنسي إيمانويل ماكرون والفلسطيني محمود عباس والجزائري المؤقّت عبد القادر بن صالح والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.
كما من المقرر أن يشارك أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وشقيقه خليفة بن حمد آل ثاني وخالد بن خليفة آل ثاني رئيس الديوان الأميري.
ويمثل تركيا في المراسم فؤاد أقطاي، نائب الرئيس رجب طيب أردوغان. ومن المقرر أيضا أن يشارك رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فائز السّراج، ومن موريتانيا الشيخ محمد الشيخ سيديا الوزير الأمين العام لرئاسة الجمهورية.
أما مصر فستكون ممثلة في اللواء محمد عرفان مساعد الرئيس عبدالفتاح السيسي كما يمثل الإمارات الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة.
ومن السعودية يحضر الأمير خالد الفيصل مستشار العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز والأمير منصور بن متعب بن عبدالعزيز آل سعود وزير الدولة عضو مجلس الوزراء ومستشار العاهل السعودي والأمير عبدالعزيز بن سلمان آل سعود وزير الدولة لشؤون الطاقة والأمير تركي بن محمد بن فهد بن عبدالعزيز آل سعود وزير الدولة عضو مجلس الوزراء السعودي.
وعن الأردن يشارك في المراسم موسى المعايطة وزير التنمية السياسية والبرلمانية ومن سلطنة عمان يحضر شهاب بن طارق آل سعيد ابن عم السلطان قابوس وأمين عام وزير الخارجية بدر بن حمود البوسعيدي ووزير الزراعة والثروة السّمكية حمد بن سعيد العوفي.
ومن إيران يحضر رضا دهقاني مساعد وزير الشؤون الخارجية ومن سويسرا نائب رئيس المجلس الفيدرالي ورئيسة الوزراء الفيدرالية للبيئة والنقل والطاقة والاتصال سيمونيتا سوماروغا.
كما يحضر من كندا ستيفان ديون وزير الخارجية ومن الولايات المتحدة نائب رئيس القيادة العسكرية الأميركية في إفريقيا (أفريكوم) جايمس سي فيشيري ومن بريطانيا يحضر كاتب الدولة المكلف بشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أندرو موريسون.
كما يمثل دول اليابان وكوريا الجنوبية وجيبوتي سفرائها في تونس، فيما يشارك غسان سلامة المبعوث الأممي الخاص إلى ليبيا في مراسم التأبين ممثلا عن الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة.
وينطلق موكب الجنازة من قصر قرطاج في اتّجاه مقبرة الجلاز، على بُعد نحو 25 كيلومتراً، حيث يوارى الثرى إلى جانب أفراد من عائلته.
ويُتوقّع أن يشارك عدد كبير من التونسيين في وداع رئيسهم الذي تزامنت وفاته مع الاحتفال بذكرى إعلان الجمهورية العام 1957.
وأكّدت وزارة الداخليّة الجمعة أنّها ستّتخذ "احتياطات استثنائيّة بتسخير كافّة الإمكانيّة البشريّة والمادّية لتأمين موكب الجنازة في مختلف مراحله، مع الأخذ بعين الاعتبار مواكبة التجمعات التلقائية للمواطنين".
وكتب حافظ قايد السبسي، نجل الفقيد على فيسبوك "الرئيس الباجي قايد السبسي رحمه الله مُلكٌ للشعب، وكلّ تونسيّ من حقّه الحضور في جنازته".
وأعلنت الجزائر وموريتانيا وليبيا ومصر والأردن ولبنان الحداد ثلاثة أيّام.
وسارع بعض التونسيّين إلى تكريم السبسي الجمعة، بوَضع الورود أمام قصر قرطاج.
وصدرت الصحف التونسيّة الجمعة بالأبيض والأسود، وواصل التلفزيون الحكومي بثّ آيات قرآنيّة وأوقفَ بثّ برامجه واقتصر الأمر على نشرات إخباريّة.
توازياً، أعلنت الحكومة التونسيّة الحداد سبعة أيّام ونكّست الأعلام وألغيت النشاطات الفنّية في البلاد.
وتوالت برقيّات التعزية وإحداها من الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي أشاد بالدور المحوري للرئيس الراحل في "السّير نحو الديموقراطية".
وبعد ساعات من وفاة السبسي، أدى محمّد الناصر (85 عاماً) رئيس مجلس نوّاب الشعب، اليمين، ليتولى الرئاسة موقّتاً، وفق ما ينص الدستور.
وتوفّي السبسي قبل أشهر من انتهاء ولايته أواخر العام الجاري. ويتوجّب على الرئيس الموقّت، استناداً إلى الدستور، تنظيم انتخابات خلال مهلة أدناها 45 يوماً وأقصاها 90 يوماً.
وقرّرت الهيئة العليا المستقلّة للانتخابات إثر وفاة السبسي تقديم موعد الانتخابات الرئاسيّة إلى 15 سبتمبر مبدئياً، فيما بقيت الانتخابات البرلمانية في موعدها المقرّر في 6 أكتوبر.
وأثنى كثير من التونسيّين على الانتقال السريع والسلس للحكم الخميس، في بلد يُعتبر الناجي الوحيد من تداعيات الربيع العربي ويُواصل مسيرته نحو الديموقراطية على الرّغم من التحدّيات والأزمات الاقتصادية والاجتماعية وتهديدات الجماعات الجهاديّة المسلّحة.