تحذيرات من تنفيذ عمليات إرهابية
قال منذر ثابت، المحلل السياسي التونسي، إن العمليات الإرهابية التي وقعت أمس الخميس في تونس لها علاقة بهجوم الجيش الليبي على المليشيات في طرابلس، وكذلك الاستعدادات التي تقوم بها عناصر التنظيم (داعش) لاستهداف تونس والجزائر.
وأضاف في تصريحات خاصة إلى "سبوتنيك"، اليوم، أن ما وقع في تونس يؤكد أن هناك قيادة توجه العناصر الإرهابية، خاصة في ظل تزامن العمليات، وكذلك الهجوم الذي وقع في مدينة قفصة التونسية بالتزامن مع عمليات العاصمة.
وتابع ثابت أن كل المؤشرات تشير إلى سعي الجماعات الإرهابية إلى توسع عملياتها خاصة في الجنوب الجزائري، وكذلك تونس والجنوب الليبي، وأن المنطقة باتت مستهدفة دوليا، وأن التقارير تؤكد أنه في الفترة المقبلة قد تتكرر تلك العمليات، في ظل تواجد عناصر "داعش" (المحظور في روسيا) في ليبيا، وهو ما يهدد البلدان كافة في المنطقة.
وأكد أن ظن التنظيمات بأن تونس ساحة رخوة يمكن استغلالها غير صحيح، خاصة في ظل النجاح الذي حققته القوات الأمنية في البلاد، في حين أن أحد العناصر الإرهابية تم استقطابه، فيما سرح الثاني بعد توقيفه الفترة الماضية، وهو ما يشير إلى أن التنظيم الإرهابي يحاول أن يجدد ويستقطب عناصر جديدة.
وأوضح أن انعكاس العمليات الإرهابية على المشهد السياسي، ومسألة تأجيل الانتخابات غير ممكنة، خاصة أن أي حجة للاتجاه نحو هذا الأمر لن تكون كافية، ولا يمكن الأخذ بها.
ويرى ثابت أن موقف الشارع التونسي، وتأكيد اصطفافه خلف قواته الأمنية ووقوفه في وجه أية محاولات إرهابية يؤكد أن المحاولات الإرهابية ستواجه بشكل قوي على كافة المستويات.
وتتواجد في صحراء تونس كتيبة "عقبة بن نافع"، و"شباب التوحيد"، و"أنصار الشريعة التونسية"، و"جند الخليفة"، كما يتواجد تنظيم "المرابطين" في منطقة المغرب العربي، وينتمي إلى تنظيم القاعدة بقيادة، مختار بلمختار، جزائري الجنسية، فيما تتواجد مجموعات "مقاتلي الخلافة" في المغرب، ومجموعات "داعش" في مالي والسنغال، إضافة إلى مجموعة بوكو حرام.
وفي تحذيرات سابقة مطلع العام الجاري، قال عبد الرحيم المنار اسليمي، رئيس المركز الأطلسي للدراسات الاستراتيجية والتحليل الأمني في الرباط، إن مجموعة كبيرة من المقاتلين الإرهابيين وصلوا إلى منطقة الساحل والصحراء.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ "سبوتنيك" حينها، أن المجموعات، التي وصلت إلى المنطقة تدريجيا منذ شهور من سوريا والعراق، تضم "داعشيين" أفارقة، إضافة إلى مجموعة "داعشيين" من أوروبا، وجدوا صعوبة في العودة إلى دولهم.
وأكد أن الوضع الأمني يبين الشريط الإرهابي الجديد، الذي يمكن أن يمتد من سيناء والبحر الأحمر عبر منطقة الساحل والصحراء، والجنوب الجزائري والمنطقة الرمادية، في مخيمات تندوف، في محاولة للوصول إلى منفذ على المحيط الأطلسي، وأن هذا الشريط جاء نتيجة تغير شكل التنظيمات الإرهابية، بعد وصول المقاتلين الإرهابيين الأجانب من سوريا والعراق، واندماجهم مع بقايا القاعدة بشمال أفريقيا والساحل والصحراء.
ووقعت صباح الخميس 27 يونيو/ حزيران في تونس العاصمة عمليتان إرهابيتان متزامنتان، تمثلتا في تفجرين انتحاريين، الأول وقع في نهج شارل ديغول القريب من شارع الحبيب بورقيبة وأسفر عن استشهاد عنصر أمن وإصابة أمني آخر وثلاثة مدنيين.
وبحسب ما صرح به الناطق الرسمي باسم القطب القضائي لمكافحة الإرهاب سفيان السليطي، فإن التفجير الانتحاري الأول نفذه شاب أصيل منطقة التضامن بحزام ناسف.
أما التفجير الانتحاري الثاني فقد حدث قبالة الباب الخلفي لإدارة الشرطة العدلية في منطقة القرجاني وقد نفذه كهل من منطقة المغيلة من ولاية القصرين وأسفر عن حدوث إصابات متفاوتة الخطورة لأربعة أشخاص كانوا على مقربة من مكان العملية.
وشيعت تونس في موكب مهيب، جثمان الأمني "مهدي الزمالي" صباح اليوم الجمعة بمقبرة "سيدي حسين" بالعاصمة تونس.