الرئيس خلال جلسة المباحثات مع نظيره السنغالى
فى ختام جولة تاريخية شملت عددا من دول غرب إفريقيا، أعادت مصر لدورها الريادى كقاطرة للتنمية بالقارة السمراء، عقد الرئيس عبدالفتاح السيسى أمس جلسة مباحثات ثنائية مع الرئيس السنغالى «ماكى سال» بمقر القصر الجمهورى بالعاصمة السنغالية «داكار»، أعقبتها جلسة مباحثات موسعة بحضور وفدى البلدين، وذلك فى محطته الرابعة والأخيرة، التى بدأها مطلع الأسبوع الماضى بزيارة جمهوريتى غينيا، وكوت ديفوار، مرورا بالعاصمة الأمريكية واشنطن.
وأكد الرئيس حرص مصر على استمرار التشاور السياسى مع السنغال بشأن مختلف ملفات السلم والأمن بالقارة، إيماناً منها بالدور المهم الذى تضطلع به السنغال فى هذا الصدد على المستوى الإفريقي.
كما أعرب الرئيس، خلال المباحثات عن سعادته بزيارة السنغال، وجدد التهنئة للرئيس «ماكى سال» بمناسبة انتخابه لفترة رئاسية ثانية، والذى يؤشر إلى ثقة الشعب السنغالى فى شخصه لاستكمال مسيرة النمو والازدهار فى البلاد. وعبر الرئيس كذلك عن اعتزاز مصر بدورها فى دعم جهود التنمية فى السنغال عبر تقديم برامج الدعم الفنى وبناء القدرات لإعداد الكوادر السنغالية، وأشاد بخطة السنغال الطموحة للتنمية الاقتصادية، وبوتيرة النمو الاقتصادى التى تشهدها كأحد النماذج الناجحة فى القارة الإفريقية، ومنوها إلى اهتمام مصر بزيادة حجم التبادل التجارى والاستثمارات بين البلدين، وتعزيز دور قطاع الأعمال المصرى فى السوق السنغالية خلال الفترة المقبلة، خاصةً فى مجالات تشييد مشروعات البنية الأساسية والزراعة والصحة والعلوم والثقافة والبترول والغاز وتكنولوجيا المعلومات، بما يسهم فى تدعيم «خطة السنغال البازغة».
وصرح السفير بسام راضي، المتحدث الرسمى باسم الرئاسة، بأن اللقاء تناول تعميق مظاهر التعاون بين مصر والسنغال فى مجال مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف فى القارة الإفريقية للمساعدة على تحقيق الأمن والاستقرار المطلوب للتنمية، خاصة فى منطقتى الساحل وغرب إفريقيا، وذلك على الصعيد الأمنى وتبادل المعلومات، وكذلك الصعيد الفكري، حيث أعرب الرئيس عن تطلع مصر لتعزيز التعاون مع السنغال فى هذا الصدد كأحد المراكز الرئيسية لنشر الفكر الإسلامى الوسطى المستنير فى منطقة غرب إفريقيا، بينما أشاد الرئيس «ماكى سال» بدور الأزهر الشريف فى محاربة الفكر المتطرف ونشر النهج الوسطى للإسلام المعتدل فى سائر دول العالم، بما فى ذلك السنغال من خلال تعزيز دور البعثة الأزهرية، وإعداد الأئمة، وتقديم المنح الدراسية فى مختلف المجالات للطلبة السنغاليين للدراسة فى مصر.
وأضاف السفير بسام راضى أن المباحثات شهدت التوافق حول ضرورة انعقاد اللجنة المشتركة المصرية السنغالية فى أقرب فرصة ممكنة بداكار، لاسيما أنها ستعد نقطة انطلاق نحو علاقات تعاون أرحب بين البلدين، لما ستتيحه من مراجعة جميع أوجه العلاقات الثنائية والوقوف على آخر مستجداتها وبحث نواحى تفعيلها وتطويرها، كما وجه الرئيس الدعوة فى هذا الخصوص إلى نظيره السنغالى للقيام بزيارة رسمية إلى مصر فى المستقبل القريب. وأضاف المتحدث باسم الرئاسة أن الرئيس «ماكى سال» رحب بزيارة الرئيس السيسى إلى السنغال فى إطار جولته الإفريقية الأولى عقب تسلم مصر رئاسة الاتحاد الإفريقي، مشيداً فى هذا الصدد بالدور المصرى الأصيل فى الدفاع عن القضايا الإفريقية على الساحة الدولية ومعربا كذلك عن تطلعه لقيام مصر ببذل مساعيها للدفع نحو رفع تصنيف إفريقيا فى مؤشرات مخاطر الاستثمار فى إطار المنظمات التنموية الدولية. فضلا عن الاستفادة من الإمكانات المصرية وخبرتها العريضة وتجاربها الناجحة فى مجالات تنمية البنية التحتية، وتشييد المدن الجديدة، وإنشاء مشروعات الكبارى والطرق، والطاقة، والسياحة، وذلك فى إطار دعم «خطة السنغال البازغة» للتنمية الاقتصادية. وقد شهد الرئيسان فى ختام المباحثات التوقيع على مذكرتى تفاهم للتعاون فى مجالى الإعلام، والتشاور الدبلوماسي.