قبل إطلاق العنان لخيالاتنا وسؤال المتخصصون وأهل الفتوى والرؤى والعلم في هذا الاتجاه ؛ لابد لنا من وقفه سريعة مع النفس نراجع ماضينا لنستنشق منه حاضرنا ونرسم به مستقبلنا .
العرب المسلمون قد عاشوا ولا يزالوا مع تراثهم وأفكارهم الأوائل ما يزيد عن أربعه عشر قرنا من الزمان .
وتعرضوا إلى كثير وكثير من الثقافات والحضارات ؛ منها الاستعمارية الوافدة من الخارج ومنها الداخلية لمحاوله تفكيك أواصر ودعائم الدين الحنيف فكانت المفاجأة أن المحتلون أنفسهم الداخلين أو الخارجين هم من اعتنقوا الإسلام وانحازوا إلى ثقافته وفكرة مؤمنين مقتنعين بما ورد فيه من تأويل لكثير من قضاياه وأموره
على عكس القاعدة التي تقول " أن المغلوب مولع بتقاليد غالبه من الغرب " ويمكن أن يكون حدث هذا في جزء من دول بالاسم عربيه إسلاميه ؛ لكنها تتحدث لغات أجنبيه مثلها مثل دول شمال أفريقيا بخلاف مصر التي دينها الإسلام ولغتها العربية .
الثقافة والفكر الإسلامي له من المرونة والحداثة ما يكفيه لمواجه كل عصر واوان لا محدث ولا مذ موم لأى فرد أو مكان !
إنما هو قادر وقابل على مخاطبه كل عصور الدهر وأممه وقبائله ؛ العربية منها وغير العربية
من خلال الاطلاع في موروثات الأيام ولازمنه؛ نجد أنفسنا ندور في بحر من محدثات الأمور ؛ التي نوجهها ونحتك بها يوميا ؛ منها (العولمة _تجديد الخطاب الديني _ الناسخ والمنسوخ _الجات _ الشبكة العنكبوتية _مواقع التواصل الاجتماعي ) وكثير فالإسلام هنا استطاع أن يتعامل مع كل هذه الأمور الحديثة ؛ والجديدة على ثقافته
ففكره تنويري تقدمي وليس رجعى بناء على ما أثرة الغرب وأملاه تلك الشعوب بهدف تفكيكها وضرب بناها وشبابها .
كما أن الهدف من كل ما هو مستورد ومستحدث من الغرب التشويه والبلبلة ليس إلا.
ألامه العربية والإسلامية لديها الكثير لتعطيه لأمم الأرض اجمع كما يمكنها من أن تشبع الحضارة العالمية المعاصرة بكثير من مصادر التصحيح والرشد القائم على المحبة والعدل والسلام .
فلو علم الناس ما في الإسلام وسماحته ألحقه لانهالوا يطلبونه ولا يشبعوا منه أبدا كما تتكالب الأمم ألان على الإسلام والمسلمين .
في بدء الأمر لدراسة موضوع تجديد الخطاب الديني وأثرة على سلوك الفرد والمجتمع كان لابد لنا من مواجه أهل الأمر والتخصص .
الخطاب الديني يجب أن يتسم من يلقيه من المختصين بالسمات التي تؤهله لجذب الناس ؛ لا نفورهم منه .
يجب أن يكون الواعظ له القدرة على الاستخراج من ألسنه ؛والفقه ؛والأحاديث ؛والقران أجوبه جزئيه ؛ تفصيلية على الإشكالات لكل مرحله زمنيه يستعين بها في الواقع الحالي ؛ يفهم منها المراد للحدث نفسه وأبعاده؛ ويخرج به للنور الذي ينير للناس؛ ويشتمون فيه رحمه الله للعالمين ؛حتى يستطيع المتردد أو الغافل ؛ أن يقبل على الله بقلب مستريح .
الخطاب الديني لا جديد فيه أبدا وإنما تجديد الخطاب الديني يقصد به تجديد فكر الداعية نفسه إنما الثوابت الدينية لا يستطيع أي فرد كان من كان أن يتحدث عنها لان الخطاب الديني هو كلام المولى عز وجل لعبادة عن طريق الأنبياء والرسل والعلماء ورثه الأنبياء
إنما الأمر يعود على فكر الضرورات فكر الداعية نفسه وفقه الأولويات فالداعية الذي تتلمذ على يد الرسول الكريم محمد لابد وان يعلم أن الفتوى وحديثه له زمان ومكان معين .
فعلى سبيل المثال لو افترضنا أن هناك شخص موكل له خطابه الجمعة في مسجد ستكون بأسلوب ومنهج مختلف عن إلقائه لخطبه في ندوة أو مكان عام أو مجتمع عمالي .
فلابد أن ينظر الداعية لمن يدعوه كما قالوا " الساجد قبل المساجد " لذا وجب على الداعية والمتحدث الديني أن يكن له أسلوب وعمل تحت قول الله سبحانه وتعالى " وادعوا لسبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنه ".
فالله جعل من يجدد لهذه ألامه خطابها كل مائه عام كما جاء في الأثر القديم ، فلابد أن يكون هذا التجديد في الحديث الديني بسيطا سهلا يجمع ولا يفرق .
وعلى الجهات المختصة ومنها علماء ألامه ومثقفيها إعطاء الفرصة للداعية من خلال البحث العلمي الصحيح وندوات ودورات إرشاديه ؛ توعويه هادفة تواكب متغيرات الأمور التي تحدث والبعد عن كل ما هو جاحد وناقم في الأقوال المنسوبة للمتحدث نفسه .
كما وجب على الداعي أن يكون متطور مع نفسه ومع أدوات هذا العصر من وسائل إعلام وحاسوب وتكنولوجيا متقدمة ومتسلح بسلاح العصر وأمور كان بالقديم والعهود التي مضت غير متاح أو لم تكن قد وجدت من أصله لان هذا كله أمور تجديد الفكر الديني .
فهذه أمور تخدم الدعوة وتسير الدعوة الإسلامية الصحيحة المتطورة المتجددة .
وتجديد الثورة العلمية الدينية الان متاح ومتوافر للداعية عن زي قبل حيث كان يعاب على الداعية احتكاكه وتواجده مع الناس في مختلف مناحي الحياة الاجتماعية أما ألان الاتصال والتواصل أصبح من سمات العصر فلابد أن يكون الداعية ملم على ارض الواقع بفكر وعقول الناس كيف أصبحت والى ما تفكر وترغب ؟
حيث أن طلب العلم ؛ كما قال سيدنا رسول الله فريضة على كل مسلم ومسلمه .
فلابد للداعية من الاختلاط الشرعي حسب المهمة الموكلة له وعدم الانغلاق على نفسه أو مكانه حتى لآيتهم بالتشدد والتعصب وإنما الإسهاب وزرع روح المحبة من خلال إيمانه وعقيدته السمحة الجليلة العقيدة والفكر الإسلامي ولا ينظر أبدا لصغائر الأمور والبعد عن من يسب الصحابة ويتهجم عليهم ناسي أو متناسي عن عمد قول رسولنا الكريم أصحابي كالنجوم إلى أخر الحديث فديننا ومنهجنا منهج تربوي متطور أذا الخطأ في ملقى العلوم الدينية وليس في أصل العقيدة والدين ّ.
دور العبادة لها دور هام وخاص في تجديد الفكر الديني لأنها هي الملتقى الأول لمارسه الإيمان والعبادة والتقرب إلى الله عز وجل ؛ كماهي نقطه الانطلاق الأولى والحتمية لهذا الأمر.
وإن الوعاظ ورجال الدين لهم دور كبير لا يقل عن دور المسئول السياسي أو الباحث العلمي لأنها سلسله متكاملة متلاحمة الحلقات فلا يعقل أن يكون كلا له وجهته الخاصة ولا ينظر إلى الوجه الأخرى التي هي بالضرورة تتبعه وتكمله .
فلابد من زرع قيم الوطنية وحب الوطن في قلوب الناس جميعا فهذا هو دور السياسي والداعية الديني والمعلم كما هو دور هام وحيوي للأسرة المصرية عامه والأسرة الصعيدية خاصة كما يجب أن يكون حرصنا وحبنا للبلد هو الشغل الشاغل لنا في كل فترات حياتنا بالوطن إلى أن يقضى الله أمرا كان مفعولا .