عبد المنعم رياض مع عبد الناصر
تحتفل القوات المسلحة في التاسع من شهر مارس من كل عام بـ "يوم الشهيد" تخليدًا لذكرى استشهاد الفريق أول عبد المنعم رياض، الذي قدم أروع مثال في التضحية والحفاظ على أرض مصر وكرامة الوطن، بعد تقدمه الصفوف الأمامية وتتمثل أعظم أدواره وأصعبها، لما قام به في ظروف مستحيلة، من إعادة الانضباط إلى القوات المسلحة، بعد هزيمة يونيو 1967م، والفوضى التي خلفها قرار الانسحاب العشوائي، وكان نجاحه كاملًا لدرجة أنه استشهِد لأنه أراد متابعة القوات المتواجدة على خطوط الجبهة الأمامية.
ميلاد الفريق البطل
ولد الفريق أول عبد المنعم رياض فى 22 أكتوبر 1919 بقرية سبرباى بطنطا بمحافظة الغربية، درس عبد المنعم رياض في كتاب القرية وتدرج في التعليم حتى حصوله على الثانوية العامة من مدرسة الخديوي إسماعيل، التحق بكلية الطب بناء على رغبة أسرته، ولكنه بعد عامين من الدراسة فضل الالتحاق بالكلية الحربية التي كان متعلقا بها، انتهى من دراسته بالكلية الحربية في عام 1938 برتبة ملازم ثانى، نال شهادة الماجستير في العلوم العسكرية عام 1944 وكان ترتيبه الأول، أتم دراسته كمعلم مدفعية مضادة للطائرات بامتياز في إنجلترا عامي 1945 و1946.
عمل كفريق أول وقائد عسكرى مصرى، عام 1960 شغل منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، كما شغل من قبل منصب رئيس هيئة العمليات بالقوات المسلحة المصرية وعُين عام 1964 رئيسًا لأركان القيادة العربية الموحدة، وفي حرب 1967 عين كقائدا عاما للجبهة الأردنية.
مشاركته في الحرب العالمية الثانية
يعتبر عبد المنعم رياض واحدًا من أشهر العسكريين العرب في النصف الثاني من القرن العشرين؛ حيث شارك في الحرب العالمية الثانية ضد الألمان والإيطاليين بين عامي 1941 و1942، وشارك في حرب فلسطين عام 1948، والعدوان الثلاثي عام 1956، وحرب 1967 وحرب الاستنزاف.
تخرج عبد المنعم رياض من سلاح المدفعية وألحق بإحدى البطاريات المضادة للطائرات في المنطقة الغربية، حيث اشترك في الحرب العالمية الثانية ضد ألمانيا وإيطاليا، عمل في إدارة العمليات والخطط في القاهرة، وكان همزة الوصل والتنسيق بينها وبين قيادة الميدان في فلسطين، ومنح وسام الجدارة الذهبي لقدراته العسكرية، تولى قيادة مدرسة المدفعية.
وعُين قائدا للواء الأول المضاد للطائرات في الإسكندرية، تولى قيادة الدفاع المضاد للطائرات في سلاح المدفعية، تولى قيادة الدفاع المضاد للطائرات في سلاح المدفعية، سافر في بعثة تعليمية إلى الاتحاد السوفيتي لإتمام دورة تكتيكية تعبوية في الأكاديمية العسكرية العليا، وأتمها في عام 1959 بتقدير امتياز وقد لقب هناك بالجنرال الذهبي، عُين رئيسا لأركان القيادة العربية الموحدة.
أشرف الفريق على الخطة المصرية لتدمير خط بارليف، خلال حرب الاستنزاف، ورأى أن يشرف على تنفيذها بنفسه وتحدد يوم السبت 8 مارس 1969 موعدًا لبدء تنفيذ الخطة، وفي التوقيت المحدد انطلقت نيران المصريين على طول خط الجبهة لتكبد الإسرائيليين أكبر قدر من الخسائر في ساعات قليلة وتدمير جزء من مواقع خط بارليف واسكات بعض مواقع مدفعيته في أعنف اشتباك شهدته الجبهة قبل معارك 1973.
استشهاد الفريق أول عبد المنعم رياض
صباح 9 ماس 1969 اليوم التالي لحرب الاستنزاف توجه الفريق عبد المنعم رياض رئيس الأركان في ذلك الوقت إلى الجبهة ليشاهد بنفسه نتائج قتال اليوم السابق وليعطى توجيهاته وحتى يكون وسط الجنود وقرر أن يزور أكثر المواقع تقدما التي لم تكن تبعد عن مرمى النيران الإسرائيلية سوى 250 مترا، ووقع اختياره على الموقع رقم 6 وكان أول موقع يفتح نيرانه بتركيز شديد على دشم العدو في اليوم السابق.
وشهد هذا الموقع الدقائق الأخيرة في حياة الفريق، حيث انهالت نيران العدو فجأة على المنطقة التي كان يقف فيها وسط جنوده واستمرت المعركة التي كان يقودها الفريق بنفسه نحو ساعة ونصف الساعة إلى أن انفجرت إحدى طلقات المدفعية بالقرب من الحفرة التي كان يقود المعركة منها ونتيجة للشظايا القاتلة وتفريغ الهواء، استشهد القائد وسط جنوده متأثرا بجراحة، بعد 32 عاما قضاها في خدمة وطنه ليختم بذلك حياة مليئة بالبطولات والإنجازات التي حققها هذا القائد على الصعيد العسكري التي جعلت أساتذة الأكاديمية العليا للاتحاد السوفيتى يطلقون عليه الجنرال الذهبي.
نعاه الرئيس جمال عبد الناصر ومنحه رتبة الفريق أول ووسام نجمة الشرف العسكرية، اعتبر يوم 9 مارس من كل عام هو يومه تخليدا لذكراه، وأطلق اسمه على أحد الميادين الشهيرة بوسط القاهرة بجوار ميدان التحرير ووضع به نصب تذكاري للفريق.