هناك كلمات وتعليقات في المسرح السياسي العربي ينطبق عليها معيار المتنبي، شاعر العرب الأعمق: «ولكنه ضحك كالبكا».
مؤخراً ظهر الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، في مقابلة على فضائية «الميادين»، المنحازة لمعسكر الحزب الأصفر، وعلّق على قضايا لبنانية وإقليمية وعالمية طبعاً، بوصف الحزب «الإلهي» هذا وكيلاً للحق ولخط «ولي أمر المسلمين» كل المسلمين، المرشد، السيد علي خامنئي.
في هذه التعليقات استخدم نصر الله قدراته الكلامية، ولغة وجهه، وتلوينات صوته، متكئاً في واقع الحال، على زنود المقاتلين من ميليشياته الذائبة في فنجان الولي الخميني الفقيه، وصواريخهم وبنادقهم... وصراخهم الحربي: هيهات منا الذلة. الهدف كان ترويج مواقف الحزب وتفسيرها وتأييدها، التي هي في الجوهر، السبب الرئيسي في تعطيل لبنان، وجلب المضارّ له، وإغضاب المحيط العربي الإقليمي، من لبنان، بالإذن من الوزير الهمام جبران باسيل، الذي تحدث عن قادة العرب الذين لم يحضروا قمته البيروتية، وافتات فيها الوزير العوني، على رئيس حكومته، وتحدث بصفة رئيس الجمهورية، وليس وزير الخارجية، ووعظ الناس عن التطبيع الفوري مع نظام الأسد السوري، وتحدث أيضاً، عن «الاستقلال» اللبناني الناجز!
المهم، نرجع لحديث السيد نصر الله، الباسم، الواعظ، هو الآخر، لكن بسلطة السلاح، وليس بسلطة المنصب مثل السيد باسيل.
قال نصر الله في مقابلة قناة «الميادين» هذه، عن شلل التشكيل الحكومي اللبناني العتيد: «يجب أن تشكل الحكومة ولا خيار غير ذلك. ولكي لا أكون متفائلاً أو متشائماً هناك مساعٍ جدية. في شغل ليل نهار».
يعني منذ انتخابات مايو (أيار) الماضي النيابية، لم يكن هناك نوم أو عناد أو تعطيل أو حسابات خارجية، عطّلت تأليف الحكومة اللبنانية، من قبل حزب الله، بوصفه القوي داخل لبنان - لأن العتاب يكون للقوي وليس للضعيف عادة - لم يكن ذلك كله، حاشا لله، أو حاشا وماشا كما يقول الفنان المصري خفيف الظل حسن حسني.
يقول زعيم الحزب الأصفر: «ما زالت هناك عقدتان في توزير الوزير من اللقاء التشاوري وفي توزيع الحقائب. العقدتان ما زالتا موجودتين لكن خلال الأيام القليلة الماضية وليلة أمس واليوم حصل جهد استثنائي».
حسناً والحل؟
يجيب السيد حسن: «هل نصل إلى نتيجة أو لا؟ هذا يحتاج إلى دعاء».
إذن أكثروا من الدعاء يا عباد الله في لبنان، وخارج لبنان، ولكن لم يخبرنا السيد عن مضمون الدعاء. هل هو بصون لبنان من الحروب والفتن والفقر والبطالة الصدامات الأهلية والتوتر الطائفي؟