انتهت «نهاية سعيدة» أزمة الفتية التايلنديين الذين علقوا في أعماق الكهف العميق المحصور بالمياه. فقط غواص واحد راح ضحية عملية الإنقاذ، مودعاً بثناء العالم على بطولته الساطعة.
القصة باختصار هو أن صبية يكونون فريقاً لكرة القدم مع مدربهم وبعد انتهاء تدريبهم ركضوا نحو مجمع الكهوف المائية المتشابك هذا، ثم علقوا في متاهته، وحاصرتهم مياه الأمطار في مسارب الكهف، وبعضهم للمفارقة لا يحسن السباحة. ولم أكن أتخيل أن فتى أو فتاة في تلك البلاد المائية لا يحسن السباحة أصلاً.
عملية الإنقاذ كانت معقدة جداً، وشارك فيها غواصون محترفون أجانب، فضلاً عن غواصي البحرية التايلندية... إلى هنا والخبر معلوم ومعقول، لكن لفت نظري حقاً تلك المتابعة العالمية لقصة فتية الكهف حتى صارت الخبر الثاني عالمياً، بعد أخبار كأس العالم.
على ذكر كأس العالم، حتى رئيس المنظمة الكبرى لكرة القدم «فيفا» كان قد عبر عن اهتمامه واهتمام فيفا بفتية الكهف، بأن وجه دعوة خاصة لفريق الصبية ومدربهم لحضور مباراة الختام على كأس العالم، لولا أن بعض الأطباء حذّر من خطورة ذلك على صحتهم بعد أيام عصيبة من الحرمان من النوم والطعام.
السؤال، ورغم جدارة هذا الخبر بالاهتمام، هل كان ليحوز هذا الخبر بمثل هذه «الكثافة» من المتابعة لو كنّا قبل عشرين سنة مثلاً؟
أعني هل لانفجار السوشيال ميديا وتهافت المشاهير، وأشباه المشاهير، ومن يسعون يهرولون نحو الشهرة، أثر على مقاييس السوشيال ميديا؟
كل خبر يحظى بمتابعة الناس، كل حكاية، كل حدث، تجد تسابقاً محموماً من قبل أبطال الميديا الجدد الذين يتناسلون كل يوم، ويتنافسون مع بعضهم على الركوب على موجات الخبر العالية.
نشر الملياردير الأميركي إيلون ماسك مؤسس شركة «سبيس إكس» فيديو عبر حسابه على «انستغرام» يوضح جزءاً من عملية إنقاذ الصبية المحاصرين.
وكتب ماسك: «عائد للتو من الكهف».
إذا كان هذا الأمر مَس شخصاً ثرياً مشهوراً مستثمراً «عصرياً» مثل إيلون ماسك، فما هو الحال مع الآخرين ممن لا يمتلكون من القيمة إلا تضخيم عدد المتابعين على صفحاته؟
مخيف هذا الاعتصار العنيف لكل شيء في الحياة، فرحاً أو حزناً في معاصر السوشيال ميديا.