ماذا يريد ترامب
ردّ وزير الخارجية السعودي عادل الجبير على إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن السعودية مستعدة لإرسال قوات إلى سوريا، لسد ثغرة من المتوقع أن تظهر إذا ما نفذ ترامب رؤيته بسحب القوات الأميركية من شمال سوريا.
وكشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، في تقرير نشرته الثلاثاء، أن إدارة ترامب ناقشت مع دول عربية إرسال قوات إلى سوريا، لتحل محل القوات الأميركية التي يريد ترامب إنهاء مهامها هناك.
وقال مسؤولون أميركيون للصحيفة إن إدارة ترامب تسعى لتشكيل قوة عربية، لتحل محل القوة العسكرية الأميركية في سوريا، وتساعد على استقرار المنطقة الشمالية الشرقية من البلاد عقب هزيمة داعش.
وأوضح المسؤولون أن جون بولتون، مستشار الرئيس الأميركي للأمن القومي، اتصل مؤخرا بعباس كامل، القائم بأعمال مدير المخابرات المصرية، لاستطلاع رأي مصر في المساهمة في تلك القوات.
ووفق المصدر نفسه، طلبت الإدارة الأميركية من السعودية وقطر والإمارات تقديم المليارات من الدولارات وإرسال قوات للمساعدة في الحفاظ على استقرار المناطق الشمالية من سوريا.
من جهته، قال إريك برينس، مؤسس شركة أكاديماي (بلاك ووتر سابقا) الأميركية للعمليات الأمنية الخاصة، الاثنين، إنه تلقى اتصالات من مسؤولين عرب بشأن إمكانية تشكيل قوة في سوريا، إلا أنه ينتظر معرفة ما سيقرر ترامب فعله، بحسب الصحيفة ذاتها.
وفيما لم يتم الكشف عن هذه الخطوة مسبقا، قالت الصحيفة إن الرئيس ترامب ألمح إليها، ليلة الجمعة، عندما أعلن عن الضربة العسكرية ضد النظام السوري.
وقال ترامب وقتها “لقد طلبنا من شركائنا تحمل مسؤولية أكبر في تأمين منطقتهم الأم، بما في ذلك المساهمة بمبالغ أكبر”.
وتقطع تصريحات الجبير الطريق على ترامب الذي باتت تصرفاته في المنطقة محيرة تماما لحلفاء الولايات المتحدة، التي تتبنى نظريا استراتيجية لمواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة، وفي الوقت نفسه تمنح طهران فراغا استراتيجيا مجانيا في سوريا.
لكن عراقيل عدة من الممكن أن تواجه القوات العربية التي تضغط واشنطن لتشكيلها، إذ من الممكن أن يراها نظام الرئيس السوري بشار الأسد قوات معادية، كما لن تحظى بشرعية إذا ما عملت مع الأكراد على حساب باقي مكونات الشعب السوري. وسيحتاج الأمر إلى الوصول إلى توافق مع روسيا، المتحكمة الرئيسية في مسارات الصراع في سوريا.
ويتعارض موقف ترامب مع مواقف العديد من كبار المستشارين الأميركيين ممن يبدون قلقا من أن مغادرة البلاد في وقت قريب جدا ستترك الساحة لإيران وروسيا ووكلائهما، أو المنظمات الإرهابية الأخرى، وفق المصدر نفسه.
ويقول المسؤولون الأميركيون إن “مهمة القوة الإقليمية ستتمثل بالعمل مع المقاتلين الأكراد والعرب المحليين الذين تدعمهم الولايات المتحدة (في إشارة لقوات سوريا الديمقراطية)”.
ولفت المسؤولون إلى أن تلك القوة “ستضمن عدم قدرة تنظيم داعش على العودة، ومنع القوات المدعومة من إيران من الانتقال إلى الأراضي التي كانت سابقا تحت سيطرة التنظيم”.