بعد أشهر من التباين.. لقاء "تنسيق المواقف" بين اليمن والإمارات يخفي أكثر مما يظهر
في لقاء هو الأول من نوعه منذ فترة، استقبل وزير الخارجية الدكتور شائع الزنداني، اليوم، السفير الإماراتي محمد حمد الزعابي، في اجتماع وُصف رسمياً بأنه لبحث "تنسيق المواقع"، وهي عبارة دبلوماسية مطاطة غالباً ما تستخدم حين تكون المواقف بحاجة فعلية إلى إعادة ضبط وتقارب.
ويأتي هذا اللقاء على وقع علاقة مركبة شهدت تبايناً واضحاً في وجهات النظر خلال الفترة الماضية، خصوصاً في الملفات المتعلقة بمستقبل الجنوب وتوازنات القوى داخل مجلس القيادة الرئاسي، مما يمنح هذا الاجتماع أهمية تتجاوز كونه مجرد لقاء بروتوكولي.
وخلال اللقاء، استخدمت الخارجية اليمنية لغة دبلوماسية حذرة، حيث عبر الوزير عن "تقدير" اليمن لمواقف الإمارات "الثابتة"، وهو مصطلح قد يشير إلى التسليم بالأمر الواقع الذي تفرضه أبوظبي كلاعب رئيسي لا يمكن تجاهل مواقفه. وفي المقابل، ثمن الزنداني المساعدات التنموية والإنسانية، معترفاً بالدور الإماراتي الكبير على الأرض.
من جانبه، أكد السفير الإماراتي على دعم بلاده "لمجلس القيادة الرئاسي والحكومة"، في رسالة تطمين يبدو أنها تهدف إلى تهدئة أي مخاوف لدى الشرعية من وجود أجندات موازية، وتأكيد الالتزام الرسمي بالهيكل الموحد للسلطة في اليمن.
وبينما انتهى اللقاء بتأكيدات على "متانة العلاقات الأخوية"، يبقى السؤال الحقيقي مطروحاً: هل يمثل هذا الاجتماع بداية لتفاهم حقيقي وتنسيق فعلي للمواقف المتضاربة على الأرض، أم أنه مجرد هدنة دبلوماسية مؤقتة لإدارة الخلافات العميقة التي لا تزال قائمة بين الحليفين الشقيقين؟