تاركة حلفاءها التقليديين... الحكومة اليمنية تتجه شرقاً وتغازل التنين الصيني
في خطوة دبلوماسية لافتة قد ترسم ملامح جديدة لخارطة التحالفات اليمنية، عقد وزير الخارجية الدكتور شائع الزنداني، اليوم، لقاءً هاماً مع القائم بأعمال السفير الصيني، تشاو تشنغ، في خطوة تتجاوز حدود اللقاءات البروتوكولية المعتادة.
وبينما غُلّف اللقاء بعبارات دبلوماسية فضفاضة مثل "تعزيز العلاقات" و"توسيع آفاق التعاون"، يرى مراقبون أن الاجتماع يحمل دلالات أعمق، تشير إلى توجه حكومي متزايد نحو الشرق، وبحث عن شركاء جدد في ظل تعقيدات المشهد مع الحلفاء التقليديين.
وخلال اللقاء، لم يخفِ الوزير الزنداني حرص الحكومة اليمنية على "تنمية وتطوير علاقاتها مع جمهورية الصين الشعبية"، موجهاً إشادة واضحة للدعم الصيني لمجلس القيادة الرئاسي، في رسالة يمكن تفسيرها على أنها ترحيب يمني بدور أكبر لبكين في الملف اليمني سياسياً واقتصادياً.
من جهته، التقط القائم بالأعمال الصيني الإشارة سريعاً، مؤكداً اهتمام بلاده بـ"تعميق الروابط" مع اليمن، ومقدماً العرض الأكثر إغراءً في الوقت الحالي: "استعداد بكين للمساهمة في عملية التعافي وإعادة الإعمار"، وهو ما يمثل طوق نجاة محتملاً لبلد أنهكته الحرب وينتظر وعوداً دولية لم تتحقق بالكامل بعد.
وبينما تم الاتفاق على "مواصلة التنسيق"، يبقى السؤال الأهم معلقاً في أروقة السياسة: هل يمثل هذا التقارب مجرد تنويع للعلاقات، أم أنه بداية تحول استراتيجي حقيقي نحو بكين، سيتم مراقبته عن كثب في العواصم الغربية؟