مواصلةً لحرب العملة.. الحوثيون "يسطون" على مسجد العيدروس العدني ويضعونه على عملتهم الجديدة
في تصعيد جديد ومستفز لحرب العملة التي تمزق اليمن، أعلن البنك المركزي الخاضع لسيطرة مليشيات الحوثي في صنعاء، مساء اليوم السبت، عن إصداره عملة معدنية جديدة من فئة 50 ريالاً، في خطوة لم تكن مفاجئة إلا بتفصيل واحد اعتبره مراقبون "سطواً رمزياً" وجريئاً: العملة الجديدة تحمل نقشاً بارزاً لمسجد العيدروس، أحد أشهر معالم العاصمة المؤقتة عدن.
وابتداءً من يوم غد الأحد، سيبدأ تداول هذه العملة في مناطق سيطرة الحوثيين، حاملةً على وجهها الخلفي رسم "مسجد العيدروس" وتحته اسم مدينة "عدن" مكتوباً باللغة العربية، في رسالة سياسية واضحة ومحاولة لفرض واقع جديد يتجاوز الانقسام الجغرافي، عبر استخدام رموز العاصمة التابعة للحكومة الشرعية على عملة صادرة من صنعاء.
ورغم أن البنك الحوثي زعم في بيانه أن هذه الخطوة تهدف لمعالجة مشكلة الأوراق النقدية التالفة وأنها تستند إلى القانون، إلا أن توقيتها وتصميمها يكشفان عن أهداف أبعد من ذلك بكثير، حيث تأتي كاستمرار لنهج بدأ مع طرح عملة الـ100 ريال المعدنية، وتهدف إلى ترسيخ الانقسام الاقتصادي وتحدي الإجراءات المالية للبنك المركزي في عدن.
هذه الخطوة، التي وصفها اقتصاديون بأنها صب للزيت على نار الصراع المالي، من المتوقع أن تقابل برد فعل حاد من الحكومة الشرعية والبنك المركزي في عدن، مما ينذر بجولة جديدة وأكثر شراسة في حرب العملات التي يدفع ثمنها المواطن اليمني بشكل مباشر، وتزيد من تعقيد المشهد الاقتصادي المنهار أصلاً.