بينما يطرق 13 ألف عامل أبواب عدن.. بن بريك يوجه اتهاماً نارياً: الحوثي أعاد الشلل لأطفالنا بمنع اللق
في سباق محموم مع الزمن لإنقاذ جيل كامل من خطر الشلل، أطلق رئيس مجلس الوزراء، سالم صالح بن بريك، اليوم السبت من العاصمة المؤقتة عدن، حملة تحصين طارئة هي الأكبر من نوعها، تستهدف أكثر من 1.3 مليون طفل. لكن خلف صور المسؤولين وهم يقطرون اللقاح في أفواه الأطفال، أطلق رئيس الوزراء قنبلة سياسية، موجهاً اتهاماً مباشراً وصريحاً لمليشيات الحوثي بالمسؤولية عن عودة هذا المرض الفتاك بعد سنوات من إعلان اليمن خالية منه.
فبينما كان يدشن الحملة التي يشارك فيها جيش من الكوادر الصحية قوامه 13 ألف فرد، لم يتردد بن بريك في كشف السبب الحقيقي لهذه الكارثة الصحية، قائلاً بوضوح: "اليمن كانت خالية من شلل الأطفال لسنوات، قبل أن يعود جراء ممارسات مليشيات الحوثي الإرهابية بمنع اللقاحات في مناطق سيطرتها".
هذا الاتهام الناري يحول الحملة من مجرد إجراء صحي روتيني إلى معركة وطنية ضد عدوين: الفيروس نفسه، والجهة التي يُتهم بأنه أعاده عمداً إلى الواجهة.
ودعا بن بريك الآباء والأمهات إلى التجاوب، مؤكداً أن تحصين الأطفال لم يعد مجرد "إجراء صحي، بل واجب وطني وإنساني" لحماية مستقبل الوطن من وباء كان من المفترض أن يبقى في صفحات التاريخ.
الحملة الضخمة، التي تنفذها وزارة الصحة بدعم من منظمتي الصحة العالمية واليونيسيف، ستجوب 120 مديرية عبر فرق ميدانية ستعمل بآلية (من منزل إلى منزل) لضمان عدم ترك أي طفل خلف الركب، خاصة في المناطق النائية والوعرة.
وفيما أكد ممثلو المنظمات الدولية التزامهم بدعم اليمن، تبقى الحقيقة المرة التي فجرها رئيس الوزراء هي المسيطرة على المشهد: أن كل هذه الجهود الجبارة، وآلاف المتطوعين، والملايين من الدولارات، ما كانت لتكون ضرورية لولا قرار سياسي في صنعاء بترك أطفال اليمن فريسة لمرض الشلل.