اللواء مطهر الشعيبي
في اتهام هو الأخطر من نوعه، كشفت الحكومة اليمنية عن قيام ميليشيا الحوثي بإنشاء مصنع ضخم لإنتاج حبوب الكبتاجون المخدرة في محافظة المحويت، في خطوة تشير إلى أن الميليشيا ترث دور نظام بشار الأسد المنهار، لتصبح المنتج والمصدر الرئيسي للمخدرات في المنطقة، بهدف تمويل حربها وأجندتها التخريبية.
التصريحات الأولى جاءت على لسان مدير شرطة عدن، اللواء مطهر الشعيبي، الذي أكد أن المصنع يعمل بإشراف مباشر من قيادات حوثية، ويشبه في طبيعته المصانع التي كانت تنشط في سوريا، مشيراً إلى أن هذه المخدرات تُهرب إلى المحافظات المحررة ودول الجوار. وأضاف أن أجهزة الأمن في عدن أحبطت عدة عمليات تهريب مصدرها مناطق الحوثيين، واصفاً الظاهرة بـ"الخطيرة والممنهجة".
وزير الإعلام، معمر الإرياني، أكد هذه المعلومات، مضيفاً بعداً أكثر خطورة، حيث اعتبر أن هذا المصنع هو "حلقة جديدة في مسلسل استغلال المخدرات كأداة لتمويل أنشطة إيران وأذرعها الإرهابية"، خصوصاً بعد سقوط نظام الأسد الذي كان الممر الرئيسي لهذه التجارة.
وفضح الإرياني استمرار الميليشيا في استغلال القطاعات المدنية، مؤكداً أنها قامت في السابق بتحويل أجزاء من مصانع الأدوية في صنعاء إلى معامل لإنتاج الكبتاجون، في "جريمة مركبة" تجمع بين نهب مقدرات الشعب اليمني واستخدامها كأداة لتمويل الإرهاب.
وتأتي هذه الاتهامات لتؤكد المخاوف من تحول اليمن تحت سيطرة الحوثيين إلى "دولة مخدرات" جديدة، تستخدم فيها الميليشيا أراضيها كقاعدة لإنتاج وتصدير السموم، ليس فقط لتدمير المجتمع اليمني، بل لتمويل حربها وزعزعة أمن واستقرار المنطقة بأكملها، مما يستدعي تحركاً دولياً وإقليمياً عاجلاً لتجفيف منابع هذا "التمويل المسموم".