جهود أمنية تُثمر إنجازًا إنسانيًا.. الأمم المتحدة تشيد بفتح وتأمين الطريق الدولي في الضالع
أجرى منسق الأمم المتحدة لقطاع الألغام زيارة رسمية إلى محافظة الضالع، في خطوة تعكس تنامي الاهتمام الدولي بالوضع الإنساني في اليمن، لا سيما في المناطق المتأثرة بالنزاع والألغام.
وخلال الزيارة، عقد المنسق الأممي لقاءً موسعًا مع مدير أمن محافظة الضالع وقائد قوات الحزام الأمني، العميد أحمد قائد القُبَّه، وعدد من القيادات المحلية والأمنية، لمناقشة التحديات المرتبطة بانتشار الألغام التي زرعتها ميليشيا الحوثي على جانبي الطريق الدولي وبعض المزارع القريبة من خطوط التماس.
وأكد العميد القُبَّه أن السلطة المحلية والأجهزة الأمنية تبذل جهودًا استثنائية لتأمين الطرق الحيوية، وضمان حرية وسلامة تنقل المواطنين والمساعدات الإنسانية، مشيرًا إلى أن المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة الشرعية خالية تمامًا من الألغام، وتُعد آمنة ومفتوحة أمام حركة المركبات والإغاثة.
وعبّر عن قلقه البالغ إزاء استمرار وجود الألغام في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، محذرًا من المخاطر التي تهدد المسافرين وسكان القرى المجاورة، خاصة بعد إعادة فتح الطريق مؤخرًا. كما دعا إلى تدخل أممي عاجل للضغط باتجاه نزع الألغام من تلك المناطق، وإعادة تأهيل البنية التحتية، وعلى رأسها العبارات المائية التي تعرّضت للتدمير، مما أعاق مرور الشاحنات والبضائع الإنسانية.
عقب الاجتماع، نفذ وفد الأمم المتحدة زيارة ميدانية إلى منطقة مريس، واطّلع على نقاط التماس الأخيرة الواقعة تحت سيطرة القوات الحكومية، والتي تقوم بتأمينها قوات الحزام الأمني، والجيش الوطني، وألوية الصاعقة. وأبدى الوفد الأممي ارتياحه لمستوى التأمين والتنظيم، مؤكدًا جاهزية الأمم المتحدة للتنسيق المشترك لضمان خلو الطريق من المخاطر.
من جانبه، ثمّن تشارلز فريسبي، مستشار الأمم المتحدة لشؤون نزع الألغام، المبادرات التي تقودها السلطة المحلية في الضالع، وعلى رأسها اللواء الركن علي مقبل صالح، معتبرًا فتح الطريق الدولي إنجازًا إنسانيًا مهمًا بعد سنوات من الإغلاق، يسهم في تخفيف معاناة المواطنين، ويعزز تدفق المساعدات الإنسانية والإمدادات الضرورية.
وأكد فريسبي أن الطرق البرية باتت تشكّل شريانًا حيويًا في ظل تدهور البنية التحتية للموانئ والمطارات، مشيرًا إلى أهمية هذا الاختراق الإنساني في تحسين الوضع الميداني وفتح آفاق جديدة للتعاون.
وفي ختام الزيارة، أكد منسق الأمم المتحدة لقطاع الألغام استعداد المنظمة لتقديم الدعم الفني واللوجستي اللازم، وتكثيف التنسيق مع الجهات المعنية لتأمين الطرق وحماية أرواح المدنيين. كما أشاد بالدور الريادي الذي تقوم به قوات الحزام الأمني والقوات الشرعية في محافظة الضالع، داعيًا إلى تعميم هذه التجربة في باقي المحافظات المتضررة.
حضر اللقاء:
العميد أحمد قائد القُبَّه – مدير أمن محافظة الضالع وقائد قوات الحزام الأمني
الأستاذ أكرم قاسم – وكيل محافظة الضالع لشؤون المنظمات
الأستاذ تشارلز فريسبي – مستشار المنسق المقيم للأمم المتحدة لقطاع الألغام
الأستاذ زكريا سعيد – المساعد الخاص للمنسق المقيم للأمم المتحدة