يعيش الإنسان مراحل مختلفة ،ولكن توجد مرحلة في الحياه تدعى " المرحلة الملكية عندما تصل لهذه المرحلة، لن تجد نفسك مضطراً للخوض في أي نقاش أو جدال، و لو خضت فيه لن تحاول أن تثبت لمن يجادلك بأنه مخطئ .حتي ولو كذب عليك أحدهم ستتركه يكذب عليك، و بدل أن تشعره بأنك كشفته، ستستمتع بشكله و هو يكذب مع أنك تعرف الحقيقه ، يقول الفيلسوف الألماني فريدريك نيتشة.
" لا تحرِموا الإنسانَ من الكذبِ ، لا تحرموهُ من تخيلاتهِ ، لا تدمروا خرافاتهِ ، لا تُخبروهُ الحقيقةِ ، لأنه لن يتمكنَ من العيشِ من خلالِ الحقيقةِ ".
"من يسير مع الجموع لن يذهب لأبعد مما تذهب إليه هذه الجموع ، أما من يسير وحده فسيجد نفسه غالبا في أماكن لم يذهب لها أحد من قبل .الجميع يعاني من الجميع... الجميع لا يثق بالجميع.. الجميع ضحية الجميع... الجميع اشرار في نظر الجميع...
إذن سؤال من نحن ؟ ومن هم..؟!
ستدرك بأنك لن تستطيع إصلاح الكون، فالجاهل سيظل على حاله مهما كان متعلم وفي إعتقادة انة مثقفاً، و الغبي سيظل غبياً .،
سترمي يوماً كل مشاكلك و همومك و الأشياء التي تضايقك وراء ظهـرك و ستكمل حياتك الطبيعية.، ولكن برؤية أخري كمراقب لما يدور حولك.، من نفاق وتملق وتفاهة وارجوزات يعتقدون أنهم يديرون العالم .،،واشباة بشر سئمنا من وجوههم علي المسرح الاجتماعي والسياسي .، وكأنهم زوار ليل مع كل الأزمات..،،
نعم ستفكر في أشياء تضايقك من وقت لآخر و لكن لا تقلق لأنك سترجع للمرحلة الملكية مرة أخرى ..،،
ستمشي في الشارع ملكاً مبتسماً ابتسامةً ساخرة و أنت ترى الناس تتلوّن و تتصارع و تخدع بعضها من أجل أشياء لا لزوم و لا قيمة لها حاشية السلطان في كل مكان .،
ستعرف جيداً أن فرح اليوم لا يدوم و قد يكون مقدمة لحزن الغد و العكس.. !
سيزداد إيمانك بالقضاء و القدر، و ستزداد يقيناً بأن الخيرة فيما اختاره الله لك . وأكبر سعادة هي القناعة ..!
إذا وصلت يوماً لتلك المرحلة لا تحاول أن تغير من نفسك، فأنت بذلك قد أصبحت ملكاً على نفسك، واعياً جداً، و مطمئناً من داخلك ..لا يهمك هذا العالم المزيف..،
كلما تقدمنا في العمر زاد رشدنا، و أدركنا أننا إذا لبسنا ساعة ب 300 أو 3000 فستعطيك نفس التوقيت ..!
و إذا امتلكنا (محفظة نقود) سعرها 30 أو 300 فلن يختلف ما في داخلها ..،،
و إذا عشنا في مسكن مساحته 300 متر أو 3000 متر فإن مستوى الشعور بالوحدة واحد ..!!
و في النهاية سندرك أن السعادة لا تتيسر في الأشياء المادية فسواء ركبت مقعد الدرجة الأولى أو الدرجة السياحية، فإنك ستصل لوجهتك في الوقت المحدد ...!
لذلك لا تحثوا أولادكم أن يكونوا أغنياء بل علموهم كيف يكونون أتقياء، و عندما يكبرون سينظرون إلى قيمة الأشياء لا إلى ثمنها .،فتجنب الجلوس مع حديث العمر .وحديث الغني ،وحديث العلم .، والأحمق الجاهل ..،من هنا نستطيع أن نفهم ماقالة " الكاتب والفيلسوف "برنارد شو "
اعتاد أن يسير في أنحاء منزله ذهاباً وإياباً وهو يحدث نفسه ، فسأله أحد أصدقائه عن
سبب كثرة محادثته لنفسه فأجابه " برنارد شو "لذلك سببان : الاول : أني أحب أن أتحدث إلى إنسان ذكي ، والثاني : أنني أحب أن أستمع إلى إنسان ذكي ..!!
محمد سعد عبد اللطيف
كاتب وباحث مصري في الجغرافيا السياسية ...!!