منذ أن تأكد له صعوبة بلوغ صنعاء واستحالة هزيمة الحوثيين يعمل التحالف:(السعودية-الإمارات) على تكريس الحالة العسكرية الموجودة اليوم على الأرض كواقع سياسي يؤسس لتسوية سياسية بالمناطق التي يسيطر هو وحلفاؤه عليها، ونعني أنه يسعى حثيثا لتثبيت فكرة الأقاليم التي افضى إليها حوار صنعاء عام 2014م، المرفوضة جنوبيا ولو بنسخة معدلة تُـراعي مصالح التحالف بدرجة أساسية.
فبعد ان قطع (التحالف) شوطا في هذا المضمار في عدن وسقطرى وأبين ولحج وإلى حدٍ ما شبوة وترسيخ واقعها الحالي لمصلحة الطرف الجنوبي ممثلا بالمجلس الانتقالي الجنوبي. ولحزب الإصلاح في مدينة مأرب(ما تبقى من مديريات تلك المحافظة " وبعض من مديريات تعز نراه اليوم أي التحالف يعمل على قدمٍ وساق في الساحل الغربي وبعض مناطق تعز الداخلية لمصلحة المؤتمر الشعبي العام-جناح العميد طارق صالح- لترسيخ ذات الفكرة من خلال تمكينه منها من نافذة البنية التحتية هناك (مطار- ميناء- خدمات-طرقات- حضور عسكري متنام ….).
- في جزيرة ميون الاستراتيجية-باب المندب- يعمل التحالف على بقائها خارج سيطرة الجميع بما فيهم المؤتمر الشعبي العام"طارق صالح" -لأهميتها الاستراتيجية والتي يسيل لها لعاب التحالق والغرب بغزارة-خارج سيطرة الجميع تحت ذريعة حماية الملاحة الدولية، فالتحالف والامارات بالذات مثلها مثل عدة دول إقليمية مهمة بالمنطقة وقوى دولية عظمى تعزز من نفوذها بمنطقة القرن الأفريقي وفي البحرين: العربي والأحمر،وستظل ميون هي مرتكز ومحور ذلك الاهتمام الإقليمي والدولي،أو بالاحرى محور المخططات والأطماع الخارجية.
-محافظتَـي: حضرموت والمهرة الاستراتيجيتين حرص ويحرص التحالف منذ بداية الحرب على بقائهما تحت سيطرته بشكل مباشر كما هو في المهرة التي تقبض بناصيتها السعودية بتنسيق مباشر مع بريطانيا وأمريكا، أو غير مباشر كما هو في حضرموت، حضرموت الساحل تحت سيطرة شبه تامة للإمارات،مع حضور لافت للانتقالي الجنوبي، وفي حضرموت الداخل "الوادي الثري والصحراء الحيوية" تحت سيطرة مشابهة للسعودية بتنسيق عسكري موالٍ لحزب الإصلاح،.فهذه المحافظتين المهمتين اقتصاديا وعسكريا وأمنيا للسعودية والإمارات والغرب، او لنقل المحافظتين الواقعتان في مربع الأطماع الخارجية ستظلان خط أحمر بوجه القوى المحلية وعلى رأسها الانتقالي الجنوبي يمنع الاقتراب منها أو التموضع فيهما إلّا شكليا لذر الرماد على العيون.فحضرموت لن تنضوي تحت فكرة الأقلمة الداخلية إلا صورياً، لكنها ستظل تحت ريموت كنترول الخليج ورقيب الغرب للتحكم بها عن قرب وبُـعد كمناطق مصالح قوى عظمى .مستفيدا التحالف ومعه الغرب في تمرير خططهم بتلك المحافظتين من طبيعة تركيبتهما الاجتماعية المدنية المسالمة لهما، ومن الرغبة الاستقلالية لهما عن بقية المحافظات، فضلا عن رخاوة القبضة السياسية والاجتماعية والعسكرية للقوى المحلية ومنها المجلس الانتقالي الجنوبي، فالتحالف ظل وما يزال يستخدم بوجه الانتقالي حق الفيتو من مغبة الاقتراب العسكري كثيرا بالعمق الأرض الحضرمية وبالذات مناطق الثروات، وقد شاهدنا ذلك بوضوح قبل اشهر قليلة حين عزم الانتقالي على مواصلة زحفه باتجاه سيئون واتجاه المنطقة العسكرية الاولى بعد ان كان قد حقق تقدما في شبوة وقلص من نفوذ حزب الإصلاح هناك إلا أنه اصطدم بصخرة الرفض السعودي باتجاه حضرموت. والفيتو ذاته يرفعه التحالف بوجه الانتقالي في محافظة المهرة.