أهمية مكانة الثقافة في المجتمع

الأربعاء 14 سبتمبر 2022 7:24 م

لم تشمل البرامج التي سُطِرَت من قبل قطاع الثقافة ضمن المخططات المُدْرَجَة عمق المجتمع الجزائري بالقدر المطلوب او بالتوسع الكافي و لم تظهر ما يحتويه من مادة خام واستغلال خزانه بالقسط الذي يسمح له بالتَطَور حتى يكتمل في كل مكوناته من موروث ثقافي و تاريخي تستفيد منه البلاد تماشيا مع تقاليد المجتمع الجزائري و إظهار المواهب المخفية التي اندثرت عبر الزمان و لم يتم الاستفادة منها في وقتها.

هذا الخزان الطبيعي لم يحض بسياسة تُطَوِره و تُثَمنه حتى يعطي الوجه الحقيقي لما تحتويه الجزائر من مواهب مُتطلعة و جاهزة للإبداع و للتطوير وتأخذ حقها لتمثيل البلاد أحسن تمثيل. فما جاءت به الرؤية أو النظرة الحالية لهذا القطاع من خلال الساكنة التي استقرت في كيان المجتمع الجزائري سمحت  ببروز بوادر موهوبة من مختلفة أنحاء التراب الوطني في المجال الثقافي و غيره حتى مست مناطق الظل في بعض الأحيان من خلال مبادرة فردية منعزلة و طفرات لم  تحتويها الهياكل الرسمية قدر الإمكان نتيجة لعدم تكيف النصوص المسيرة للقطاع على ضوء تطور المجتمع. فجهودُ هذا القطاع، الذي أصبح له دور أساسي في تفتح الأمة على العالم الخارجي بمقدار ما ينمي قدراتها المعرفية بات فرض عين عليه.

إن ما تمليه الرؤية العالمية الشاملة اليوم في المعمورة من تحول و تغيرات و ما توصل إليه مجتمعنا وما يعيشه من حقائق يلمسها في حياته اليومية تَفْرِضُ على وزارة الثقافة و الفنون إعادة النظر في نصوصها التطبيقية المتعلقة بصلاحيات تسيير مؤسساتها و مواردها البشرية المؤهلة، بنظرة محورية و شاملة و التنسيق مع كل القطاعات و خروجها من عزلة عالم الإبداع الخيالي إلى العالم الميداني الذي ينكب على الاستقطاب و التزويد و شمل كل الفئات أينما كانت في وطننا الحبيب و التكفل بما تحتاجه. و على هذا الأساس :

توسيع لجنة المركزية لدعم مساعدة نشر الإبداع الأدبي لاكتشاف المواهب على مستوى المديريات الولائية حتى يتم احتواء كل المبادرات الخفية.
تكثيف المسابقات بعد التنقيب على كل المستويات القاعدية في كل الإبداعات و المبادرات بدون استثناء و خاصة في مدارس القرى المعزولة بواسطة الحافلات المجهزة – بمكتبة – بخشبة مسرح – و بكل ورشة نشاط ثقافي و أدبي يحتك بالوسط الموهوب في كل مكان متبوع مباشرة بالتكفل من طرف هياكل القطاع ( دور الشباب – المكتبة العمومية – دار الثقافة و مراكزها ) من أجل المساعدة و التوجيه. 
نشر و توزيع كتب الأطفال و غيرها على نطاق واسع في الأماكن المعزولة المتعلقة بالتراث – الأحداث التاريخية – أبطال ثورة التحرير و ما  قبلها بأسلوب تشويقي قابل للمطالعة .
إنشاء أفواج عمل مشتركة للتنسيق مع جميع القطاعات ليس فقط على المستوى المركزي بل على مستوى المديرية الولائية و أيضا الهياكل القاعدية من أجل جمع المعلومات المخفية مما هو تراث مادي و غير مادي لدى المجتمع.

بات من ضروري اليوم أن يشرع القطاع الثقافي في مشاريع عملية تخص التنقيب و التدوين و التطوير لتلبية ما تمنى تجسيده الدكتور الراحل أبو القاسم سعد الله "الموسوعة الثقافية الجزائرية" التي تعتبر من المراجع الأساسية و المصادر العلمية العلية في الآداب و المخططات في تاريخ الجزائر الثقافي حيث كانت الثقافة  في وقت محبوسة بتوجه إعلامي و إيديولوجية سياسية و الثقافة الموجهة، هل مجتمعنا محتاج بعض الوقت من النضج لمعالجة الأمور؟ و يا ليته ما يفعلها تلميذ الدكتور سعد الله نصر الدين سعدوني و يعيد محتوى الحقيبة الضائعة من أستاذه حتى نتخلص نهائيا من الرجوع و البحث في المراجع الأجنبية المزيفة والمفبركة من أجل وجود مكانة مورثونا الثقافي و الحضاري و التاريخي و هو موجود بين أيدينا على طبيعته الحقيقية و تزويد اللجنة التي في صدد العمل في هذا المجال على ضوء وثيقة إعلان الجزائر من أجل شراكة متجددة بين الجزائر و فرنسا.

          

جميل ان نبرمج المهرجانات و الحفلات في المناسبات و لكن الأجمل منه  إن ننظر الى الموروث الثقافي و التاريخي على أنه نظامٌ وُجودي يَحتوي على محطات واقعية مركزية الزمن ولَيس مجموعةً مِن الشظايا المتناثرة في العلاقات الاجتماعية أو أحداث تتناول في مجالس اللهو و موائد الصداقة و ندوات السمر. تُحْترم و تَتطور الدول و تكون لها مكانة  من خلال التمسك بعاداتها و تراثها و ثقافتها و تاريخها على الوجه الأصح.

التعليقات

الأكثر قراءة

كاريكاتير

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر