المغرب
انطلقت في مدينة مراكش المغربية، اليوم الأربعاء، أعمال الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد تنظيم داعش الإرهابي، بمشاركة ممثلي أكثر من 80 بلدا ومنظمة دولية.
ويسلط الاجتماع، الذي ينظم لأول مرة في دولة أفريقية، الضوء على التحديات التي يفرضها الإرهاب بجميع أشكاله، وتموضع التنظيم الإرهابي بالقارة الأفريقية.
ويعقد الاجتماع بدعوة مشتركة من وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، ونظيره الأمريكي أنطوني بلينكن الذي لم يتمكن من المشاركة في الاجتماع بسبب إصابته بفيروس كورونا المستجد، وفق ما أكده في اتصال هاتفي مع بوريطة.
وقال بوريطة، في كلمة ببداية الاجتماع، إن "دعم الكيانات الانفصالية في أفريقيا يمثل دعما للإرهاب وإن أي تشجيع للانفصال يعني التواطؤ مع الإرهاب".
وشدد على أن "التحدي الذي يواجه أفريقيا حاليا هو بروز التيارات الساعية للانفصال والمرتبطة بالإرهاب التي لديها وسائل مالية وتكتيكية ولها علاقات قائمة مع المجموعات الإرهابية".
وأكد أنه بالرغم من تحديات السنتين الماضيتين بسبب جائحة كورونا، فإن التحالف رفع جهوده للحد من الإرهاب، وتمكن من توسيع عضويته بضم دول جديدة.
وتابع: "لقد أصبحت المجموعة أكثر فتكا وأضحت أفريقيا المستهدف الأكبر بـ41 بالمئة من الهجمات، في حين تزايد العنف بما بين 40 و60 بالمئة في أفريقيا العام الماضي، مع تسجيل أن منطقة الساحل والصحراء تعرف حضور أكثر المجموعات الإرهابية فتكا".
ووفق الأرقام التي أعلن عنها وزير الخارجية المغربي، فإن أفريقيا جنوب الصحراء سجلت 48 بالمئة من إجمالي الوفيات عالميا بسبب الإرهاب، بما مجموعه 3461 قتيلا سنة 2021، بالإضافة إلى الأثر الاقتصادي الذي تمثل في خسائر بقيمة 171 مليار دولار، ونزوح 30 ألف شخص خلال الأعوام الـ15 الماضية.
وأوضح أنه "في القارة السمراء يوجد 27 كيانا إرهابيا تمكن بعضها من الوصول الى الساحل الأطلسي والمسارات البحرية وظهرت في خليج غينيا والقرن الأفريقي وتسعى لوضع يدها على الموارد الطبيعية".
وأشار الوزير إلى أن هذا الاجتماع يحمل آمالا كبيرة ويسعى إلى تشجيع الدول الأفريقية المشاركة على امتلاك استراتيجياتها الخاصة لمكافحة الإرهاب، مشيرا إلى أن المغرب الذي يحيي مرور 19 عاما على هجمات الدار البيضاء الدامية، يجني ثمار اعتماد استراتيجية شاملة لمواجهة الإرهاب والتطرف العنيف، ويأمل بتقاسم هذه التجربة مع دول أفريقية.
وتأسس التحالف الدولي لمحاربة داعش (الإرهابي المحظور في روسيا وعدد كبير من الدول)، في سبتمبر 2014، بهدف القضاء على هذا التنظيم الإرهابي، ويضم التحالف 84 دولة ومنظمة دولية شريكة تنتمي لمختلف مناطق العالم.