العلم السوداني
حذرت منظمة إغاثة من أن الحرب في أوكرانيا وضعت السودان على شفا أزمة يؤججها نقص الغذاء، خصوصا مع اعتماد الخرطوم في أكثر من 80 % من واردتها من القمح على روسيا وأوكرانيا.
ويأتي ذلك بعد أن تسببت الأزمة الأوكرانية والعقوبات الاقتصادية ضد روسيا إلى تعطيل شحنات الحبوب من البلدين التي تشكل صادراتهما من القمح ما يقرب من 30%من صادرات القمح العالمية، ما قد يهدد بعض البلدان بأزمات جوع واضطراب اجتماعي على الصعيد المحلي.
من جانبه، أوضح ديفيد رايت، رئيس العمليات في منظمة "سايف ذي تشيلدرن" (أنقذوا الأطفال) لـ"فرانس برس" أن "بيانات الأمم المتحدة حذرت من معاناة ما يقرب من 20 مليون شخص، أو نصف سكان السودان تقريبا، من انعدام الأمن الغذائي".
وتابع: "السودان في وضع غير آمن، خصوصا وأن 86 إلى 87% من وارداته في القمح تأتي من روسيا وأوكرانيا"، حيث يعتبر السودان من أفقر بلدان العالم، ويشهد تسارعا كبيرا في وتيرة ارتفاع الأسعار، حيث بلغ معدل التضخم السنوي 258% لشهر فبراير، ويأتي الخبز على رأس السلع التي تشهد زيادة مطردة في ثمنها في الأشهر الأخيرة، وفق "فرانس برس".
واعتبر ديفيد رايت أن "تزامن الأحداث" في السودان بين الأزمة السياسية وأحداث العنف القبلي في الأقاليم والأزمة الاقتصادية العميقة، أدى إلى "تفاقم حقيقي لوضع كان سيئا في الأساس"، إذ قدرت الأمم المتحدة أن ما يقرب من ثلث سكان السودان، أو أكثر من 14 مليون شخص، سيحتاجون إلى مساعدات إنسانية في العام 2022.
وأكمل رايت: "الأسر السودانية قد تلجأ أيضًا إلى استراتيجيات تكيف سلبية"، بما في ذلك إجبار الأطفال على ترك المدارس، أو زواج الفتيات القاصرات".
واستطرد: "المهمشون هم أكثر الأشخاص معاناة من أسوأ الآثار"، لافتا إلى النازحين السودانيين داخليا، والذين بلغ عددهم 3.3 مليون شخص في إقليم دارفور بغرب البلاد وبعض المناطق الأخرى.
ووجه رايت تحذيرا من أن المساعدات الموجهة للاحتياجات الإنسانية في السودان وأماكن أخرى قد تتأثر بالاحتياجات المتزايدة في أوكرانيا التي تشهد حربا، مضيفا: "إنه لأمر رائع أن نرى التضامن الذي يتم التعبير عنه بمساعدة الأوروبيين لبعضهم البعض .. لكن ما يقلقنا هو أن ذلك سوف يمتص الكثير من أموال نظام المساعدات الإنسانية في العالم".