الوضع الوبائي يخرج عن السيطرة
أعربت عدة دول عربية دعمها لتونس لمواجهة تفشي فايروس كورونا في ظل انهيار المنظومة الصحية بسبب ارتفاع عدد الإصابات بشكل غير مسبوق، فيما قرر الرئيس التونسي قيس سعيد تولي القوات المسلحة تعميم عمليات التطعيم بكامل البلاد.
وأكدت المملكة العربية السعودية عن استعدادها لتمكين تونس من كلّ ما تحتاجه من لقاحات وتجهيزات طبية وغيرها من المعدات الضرورية لمواجهة جائحة كوفيد 19 في أسرع الأوقات.
جاء ذلك خلال مكالمة هاتفية جمعت الرئيس التونسي بالأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع بالسعودية، مساء الجمعة.
ومثّلت المحادثة فرصة لاستعراض روابط الأخوة التاريخية القائمة بين البلدين وللتأكيد على الإرادة المشتركة في مزيد تطوير علاقات التعاون الثنائي المتينة والارتقاء بها إلى أعلى المراتب خدمة للمصلحة المشتركة للشعبين الشقيقين.
وأعرب الرئيس التونسي عن فائق تقديره وشكره للدعم السعودي في هذا الظرف الوبائي الدقيق، وحمل ولي العهد السعودي نقل تحياته الأخوية عاهل المملكة، الملك سلمان بن عبدالعزيز. وفق بيان الرئاسة التونسية.
وتواجه تونس تدهورا حادا للأوضاع الوبائية في ظل انتشار فايروس كورونا، حيث بلغت الإصابات الوفيات الجديدة بالمرض في الأيام الأخيرة مستويات قياسية.
ومن جانبها أعربت السلطات الجزائرية، الجمعة، عن استعدادها لمساعدة الجانب التونسي، من أجل مواجهة الوباء.
وشدد عبدالرحمن بن بوزيد وزير الصحة الجزائري، في تصريحات صحافية على رغبة بلاده تقديم الدعم والعون للسلطات الصحية في تونس بهدف القضاء على فايروس كورونا، مؤكدا استعداده للانتقال إلى تونس من أجل العمل على هذا الهدف.
ونقلت إذاعة "موزاييك" المحلية عن مصادر لم تسمها قولها إن الجزائر مكّنت تونس من حوالي 2.9 ملايين لتر من الأكسجين لفائدة المستشفيات منذ نهاية شهر أبريل الماضي إلى حدود 9 يوليو الحالي، وذلك عبر المعبر الحدودي ببوشبكة من محافظة القصرين (وسط غربي).
وأضافت أن الوحدات الديوانية والديوان الوطني للمعابر الحدودية البرية وشرطة الحدود قامت بتسهيل العمليات المتواصلة بشكل يومي.
ولم تتخلف السلطة التنفيذية الليبية الجديدة عن التعبير عن مؤازرتها لتونس في هذه الظروف الصحية الاستثنائية التي تعيشها هذه الأيام بسبب تفاقم الوضع الوبائي.
وتعهد عبدالحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية للرئيس التونسي بوقوف ليبيا إلى جانب تونس لمجابهة جائحة كورونا وتوفير معدات صحية خاصة لفائدة منطقة الجنوب التونسي، وفق بيان الرئاسة التونسية.
وأوضح الدبيبة خلال مكالمة هاتفية جمعته بسعيد الجمعة أن إجراء غلق الحدود سيكون لفترة قصيرة.
وقررت السلطات الليبية، الخميس، إغلاق المنافذ الجوية والبرية مع تونس لمدة أسبوع، بسبب تفشي فايروس كورونا والنسخة المتحورة "دلتا" المعروفة بالسلالة الهندية، والحديث عن انهيار المنظومة الصحية في البلاد.
وقالت نصاف بن علية المتحدثة باسم وزارة الصحة التونسية الخميس إن "المنظومة الصحية في البلاد انهارت". مضيفة "لا يمكن أن تجد سريرا إلا بصعوبة.. نكافح لتوفير الأكسجين.. الأطباء يعانون إرهاقا غير مسبوق، والمركب يغرق بنا، كلنا مسؤولين ومعنيين بهذا الغرق".
وفي نفس السياق قرر الرئيس التونسي، الجمعة، تولي القوات المسلحة بالتنسيق مع الكادر الطبي مسح كامل تراب البلاد لتطعيم المواطنين، فضلا عن تركيز مستشفيات ميدانية متنقلة في الولايات بحسب تطور مؤشرات الحالة الوبائية.
وحتى الخميس تم تنفيذ مليونين و82 ألفا و765 تلقيحا، تلقى 614 ألفا و710 أشخاص منهم الجرعة الثانية من التطعيم، وفق وزارة الصحة.
وفي بيان منفصل ذكرت الرئاسة التونسية، أن سعيّد "شعورا منه بالمسؤولية التاريخية التي يتحملها لا سيّما في هذا الظرف الوبائي الدقيق الذي تمرّ به بلادنا فإنه بذل الجهود المكثفة من أجل توفير كل المتطلبات الضرورية للسيطرة على الوضع الوبائي الصعب".
وأضاف "ستصل تونس في أسرع وقت (لم يحدده) دفعة جديدة من اللقاحات واللوازم والتجهيزات الطبية، علاوة على مبادرة عدة دول شقيقة وصديقة بتوفير أشكال مختلفة من الدعم لشد أزر الشعب التونسي".
ودعا سعيّد كل التونسيين والتونسيات، إلى "الالتزام التام بالإجراءات التي أعلنتها اللجان العلمية المختصّة لمحاصرة الجائحة والقضاء عليها".
وأعلنت تونس الجمعة، تسجيل 189وفاة بفايروس كورونا في أعلى حصيلة منذ بدء الجائحة بالبلاد في مارس من العام الماضي.
وبلغ إجمالي الإصابات بالفايروس، وفق الوزارة 481 ألفا و735، منها 16 ألفا و50 وفاة، و378 ألفا و332 ألفا و917 تعاف.
والجمعة، قالت الوزارة إن تونس "تشهد موجة وبائية غير مسبوقة تتميز بانتشار واسع للسلالات المتحورة ألفا ودلتا، في جل محافظات الجمهورية، وارتفاع نسق الإصابات وعدد الحالات المتكفل بها في المستشفيات وأيضا ارتفاع مؤسف في عدد الوفيات".