مغادرة الوفد الجنوبي عدن قبل إرغام الشرعية على إعادة الخدمات الأساسية و إطلاق مرتبات الجيش والامن سيعني ان التفاوض سيتركز على مقايضة غير أخلاقية ولا عادلة ابداً، تتمثل بمبدأ: ( سلم واستلم، او بالأصح: نفذ واستلم) نفذ الشق العسكري والأمني واستلم تيار كهربائي من بضعة ميجاوات،والف طن وقود، مع شهر او شهرين من مرتبات للجيش والامن. وإبقاء الشق السياسي والاقتصادي يراوحان مكانهما من الجمود إلى أجلٕ غير معلوم جرا تلكؤ الشرعية بتنفيذهما،وهما ما كان يجب ان يكونا بصلب هذا الحوار.
المكسب الذي حققته القضية الجنوبية بواسطة الانتقالي الجنوبي وباقي القوى الجنوبية الجادة والذي لا يقوى على انكاره حتى اشد خصوم الانتقالي وألد اعداء القضية الجنوبية هو ان هذه القضية اصبحت حاضرة بقوة داخليا وخارجيا يستعصي تجاهلها كقضيةعادلة تنشد حلا عادلا.
السعودية تستقبل هذا الوفد على مضض،فهي لا تريد بالوقت الراهن صداع رأس اسمه الجنوب في وقت تخطب فيه ود الاطراف بالشمال لوقف الحرب والخروج من هذا المازق بعد اخفاقها العسكري المرير، اما الشرعية فستلتقي بهذا الوفد والغيظ يخنقها، مع انها تعرف ان التأييد السياسي الدولي للمجلس الانتقالي وللقضية الجنوبية برمتها بشان استعادة دولة الجنوب في هكذا ظروف محلية ودولية بمستوى عادي،و لا يشكل خطرا على الوحدة ولا حتى عليها، اي الشرعيةـ على الأقل بالمدى المنظورـ إلا انها اي الشرعية ترى في تحركات الانتقالي ووفده المفاوض على الجبهة السياسية داخليا وخارجيا وجلوسه كطرف رئيسي من اطراف الصراع انتصارا سياسيا ينمو باضطراد فوق طاولات السياسة، يستحق التخوف منه.