الحيطة في الديمقراطية المفرطة

من الصعب على أي نظام كان ومهما كانت قدرته في كل الميادين أن يشرع بالديمقراطية دفعة واحدة بدون أخذ كل التدابير اللازمة،  فيتفاجئ شعبه الذي لم يكن مهيئا ولا متعودا على استعمال أدوات السلوك الواجب العمل بها في المجتمع وبين الأفراد ونتذكر بالأمس القريب ما حدث لبلادنا بالتفتح الغير المدروس على حسب نمط سير المجتمع في الواقع الميداني، و الذي في بعض الأحيان لا يؤخذ في الحسبان.

 و هذا ما يقع في جل دول العالم الثالث. فسياسة على قدر كسائي أمد رجلي و بالتحفظ تعتبر من سياسة الحكمة التي تبني المجتمع و لو على مدى لا يفهمه البعض.

ولهذا،  فالديمقراطية بالوُقِيَة أثبتت جدارتها وتناسب تسهيل سير سفينة الجزائر الجديدة بدون خطر و تضع متسع من الوقت لاستدراك ما يمكن استدراكه.

 و لهذا أستوجب على ذوي الألباب من المسيرين الأخذ بهذه المقولة في تصوري "مَا تَحْسَبْ أبْقَارَكْ حَتَى إيْزَلْ الطَكُوكْ" هي عبارة تقال في الغرب الجزائري عن حشرة تهاجم البقر في وقت الصيف فيصاب بالتيه.

 فالاستحقاقات القادمة لشهر جوان 2021 و ما بعدها من محليات، تعتبر خطوة هامة في التحول الذي تراهن عليه السلطة و كل مواطن غيور على وطنه.

 يعرّف خطيب روما الشهير' سيشرون ' حالة الاستثناء وحالة الطوارئ بـ ” أن سلامة الشعب تسمو على كل قانون وضعي، وأنه من الضروري الاتجاه إلى أنجع الوسائل لمواجهة الأزمات العصيبة”.

 وهذا هو معمول به في الوقت الراهن من طرف السلطة. لا يزال الوعي بعد لم يبلغ محله و لا نستأنس ببرامج دخيلة على المجتمع الجزائري فلا تكون لها جدْوَى كما كان من قبلها من النظريات التي بقيت في الأدراج ..

أتمنى أن تكون تركيبة المجلس الوطني الشعبي القادم لبنة تعطي دفعة قوية لترسيخ القانون الذي يبني مؤسسات الدولة التي نادى بها الحراك المبارك بحكمة و تبيان و إرساء على الأقل الأسس الأولية للديمقراطية داخل قبة البرلمان و أن تدرك هذه التركيبة أنها من صلب طموح الشعب الذي يعلق عليها آمالا كبيرة في دفع عجلة بناء الدولة إلى الأمام.