وقعت الصين وإيران اتفاقية شراكة استراتيجية ، لمدة 25 عاما في ظل وجود عقوبات اقتصاديةعليها من قبل الولايات المتحدة والغرب، هل ستتحدي الصين القوة الصاعدة في كسر شوكة واشنطن بشراء النفط الإيراني ؟ هل تفكر الصين في بناء قواعد عسكرية .في إيران وتكون طهران جسر لها للشرق الأوسط ؟ وعلي بعد كيلومترات من مقر القواعد الامريكية في العراق وقطر ودول الخليج كما فعلت الصين لأول مرة خارج حدودها في بناء "قاعدة عسكرية في جيبوتي "علي بعد 10ك.م .من مركز القيادة الأمريكية الافريقية .؟ كل ذلك تكهنات .في ظل عدم الإفصاح حتي الأن عن بنود الأتفاق المبرم بين البلدين، وفي حالة وجود استثمار صيني في إيران لم تستطيع العقوبات فعل شيء لوجود بند يسمح بالإستثمار داخل إيران ،
خاصة أن العقوبات حالت دون وجود أية استثمارات أجنبية.إن التعاون الأعمق والأوسع بين الصين وإيران، لا سيما عند النظر إليه في سياق علاقاتهما الوثيقة مع روسيا وعلاقات (الترويكا ) العدائية مع الولايات المتحدة، يحمل إمكانات قوية لتغيير المشهد الآستراتيجي الإقليمي في الشرق الأوسط ؛
ويعد هذا الاتفاق امتداداً جديداً للمشروع الصيني الخاص بمبادرة《 الحزام والطريق،》طريق الحرير الجديد التي تشمل بناء طرق تربط الصين ببقية أنحاء العالم مما يمكنها من توسيع نفوذها الاقتصادي والتجاري كقوة عالمية، إن الواقع الجديد الذي سيفرضه الاتفاق الاستراتيجي ، بأنه سوف يغير قواعد اللعبة في الشرق الأوسط نحو الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة، إن إبرام بكين لأكبر الصفقات مع طهران لا يمكن إلا أن يسبب قلقاً جدياً للدول العربية في الخليج ولإسرائيل والولايات المتحدة. ويخلق واقع جديد
مع صعود تكتل دول《الترويكا 》والصين ترى أن الولايات المتحدة دخلت مرحلة تراجع لا يمكن الرجوع عنها، وإن كانت طويلة الأمد. وترى في نفسها القوة العالمية الصاعدة. وقوة بهذا الحجم لا يمكنها تجاهل منطقة كالشرق الأوسط في القرن الواحد والعشرين وما بعده.إن التعاون الأعمق والأوسع بين الصين وإيران، لا سيما عند النظر إليه في سياق علاقاتهما الوثيقة مع روسيا وعلاقات هذه الترويكا العدائية مع الولايات المتحدة، يحمل إمكانات قوية لتغيير المشهد الاستراتيجي الإقليمي. إيران التي تمتد جغرافيا في كتلة متجانسة الي شرق ووسط اوروبا .وتطل علي أهم البحيرات الاستراتيجية (بحر قزوين ) الغني بالنفط . ولها الأرث التاريحي مع دول جنوب "دول االقوقاز " وبالقرب مع حدود الاتحاد السوفيتي سابقا ، فهي الأقرب لروسيا والصين ، إن سياسة الضغط والحصار من قبل الولايات المتحدة على طهران منذ الثورة عام 1979وأزمة الرهائن حاولت كثيرا ، إلى تدمير الاقتصاد الإيراني وتقويض نظامها السياسي من الداخل، تقوم بكين بإضفاء الطابع الرسمي على استعدادها "لاستثمار" مئات المليارات من الدولارات وتقدر بحوالي 400 مليار حسب بعض المصادر ؛ في هذا الاقتصاد بالذات وبالتالي تتكاتف مع.روسيا الحليف معها في الحرب الأهلية السورية ومن المحتمل أن تخلق الصفقة الصينية الإيرانية محوراً قوياً لا يمكن إلا أن يعزز موقف طهران الإقليمي وقدرتها التفاوضية مع إدارة (جو بايدن ) بشأن عودة الولايات المتحدة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة.. وعودة واشنطن بالجلوس مرة أخري في ما يعرف اتفاقية《 لوزان 1+5 》التي انسحب" ترامب " منها عام 2018م إن تحالفات الأمر الواقع الناشئة في هذه المنطقة الحساسة والحيوية استراتيجيا واقتصاديا من العالم تشكل تحديا أكبر لإدارة ( بايدن )وتخلق واقع جديد لنظام عالمي حيث يشهد الشرق الاوسط صراعا اخر في شرق المتوسط علي الغاز من لاعبين دوليين من روسيا والأتحاد الاوروبي ، ليخلق ولادة شرق اوسط جديد ...