الطريق إلى الخليج على حساب القضية الفلسطينية ؟

الاثنين 24 أغسطس 2020 5:49 م
تعلمنا من أستاذنا العالم الجليل جمال حمدان معني الخيانة :الأعتراف أو التطبيع  أو الصلح أو التعامل  .أو التعايش مع الكيان الإسرائيلي  خيانة كاملة الأركان . وبعد توقيع( اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل )كانت إسرائيل حريصة علي عملية التطبيع مبكرا عام 1980م مع مصر 
كان لها الدور الأكبر في تحديد اتجاهات النظام المصري، في أُطر التطبيع، ومن أهم بنودها: تشجيع التعاون في المجالات الثقافية والعلمية والفنية، وتشجيع تبادل الزيارات، بين العاملين والخبراء، في هذه المجالات، فضلاً عن تبادل المطبوعات الثقافية والعلمية والتعليمية وبرامج الإذاعة والتلفزيون، والأفلام الثقافية والعلمية. ولا يناسب أهمية دور الثقافة والفن، كمحدد لرؤية وأفكار أصحاب الهوية الواحدة، ولعل أبرز ما قيل في ذلك المضمون، ما أتى علي لسان (إسحاق نافون) في جامعه بن جوريون، وفي حضور السادات: «إن تبادل الثقافة والمعرفة لا يقل أهمية عن أي ترتيبات عسكرية وسياسية».لقد رفض الشعب المصري بكل أطيافة السياسية والدينية عملية التطبيع .ففي ثمانينيات القرن  المنصرم . قامت مجموعة من المصريين  أطلق عليهم  ( ثورة مصر الناصرية )   بتصفية بعض الدبلوماسيين في القاهرة والعاملين بالسفارة الإسرائيلية .وكان أخر العمليات في معرض القاهرة للكتاب بقتل عدد من الدبلوماسيين  الأمريكان  ردا علي أهانة وخطف طائرة مصرية . وإجبارها  علي الهبوط في روما وكان بها القيادي الفلسطيني ابو العباس .
ومنذ سنوات كان ظهور (اللواء أنور العشقي.سعوي لجنسية )علي شاشة التلفزة الإسرائيلية كانت بوادر لعلاقات سرية بين دول الخليج وإسرائيل. ومع طرح بنود الحل الشامل للقضية الفلسطينية تم طرح عملية التطبيع  أولا  مقدمة لصفقة العار  ( صفقة القرن)  . مع دول الخليج فيما  يطلق علية شرق أوسط جديد من تعاون اقتصادي ( رأس مال خليجي +عمالة رخيصة في مصر + تكنولوجيا  إسرائيلية ) بعد اجتياح القوات العراقية. للكويت.دعت أطرف دولية..الي مؤتمر للسلام في. بداية.تسعينيات  القرن الماضي
في العاصمة  الاسباانية مدريد  وبحضور الرئيس السوري (حافظ الأسد  واسحاق شامير) كان من بنود التي.طرحت  من الجانب الإسرائيلي  عملية التطبيع   التي رفضها الجانب السوري  . ولكن هنا فرق بين التطبيع المصري الذي رفضة   الشعب المصري وكان تطبيع ثقافي وفني  .بخلاف ما تم الاعلان عنة بين الامارات  وإسرائيل .  اقتصادي وأمني .ففي عام 2010   تم اغتيال القيادي الفلسطيني  (محمود المبحوح)  في دبي وعلي الاراضي  الإماراتية. رغم  دخولة الإمارات بطريقة  سرية بجواز مزور  علي انة رجل أعمال عراقي. بعد اللقاء السري  في السفارة  الإيرانية  وتم قتلة من قبل الموساد  بالصعق  الكهربائي . وتم رصدهم  اثناء كاميرا  المراقبة في الفندق والمطار .فمنذ نجاح الثورة الإيرانية عام. 1979 م إسرائيل  تحاول الوصول إلي الخليج . وبعد وصول القوات الايرانية علي مشارف بحيرة طبرية وهضبة الجولان المحتلة نتيجة الأوضاع في سوريا . اصبح الوضع بالنسبة لاسرائيل  معقد  وتحاول  إسرائيل الوصول الي الخليج عبر قنوات دبلوماسية مع البحرين . وقطر ثم الامارات   وحاليا استطاعت إسرائيل  فتح قنوات مع النظام السوداني الجديد بالسماح بفتح المجال. الجوي  السوداني بعبور خطوط الطيران المدني  الي امريكا الجنوبية .وتقصير المدة الزمنية  لقد استطاعت إسرائيل كسر العزلة الدولية بعد النكسة1967 م نتيجة معاهدة كامب ديفيد وبعد معاهدة  أوسلو ووادي عربة . في قارة أفريقيا وأمريكا الجنوبية ودول أخري . فتحت لها سفارات وتبادل تجاري حتي طالبت إسرائيل من منظمة الدول الإفريقية  بالحصول علي العضوية بعد مقتل معمر القذافي لقد كان العقيد معمر القذافي العقبة امام إسرائيل في التدخل وبناء علاقات تجارية وأمنية مع أفريقيا في العلن
لقد استطاعت تمزيق الجسد  العربي
والثوابت الوطنية، فهي أشياء غير معروضة للبيع، مع نخاسي التطبيع، وخيانة الثوابت الوطنية، ليست وجهه نظر أو حرية فكر أو إبداع، إنما هي قضيه وطن. إن التطبيع هو مناط الأنظمة العميلة الخائنة، للحفاظ علي مصالحها ووجودها، وهذا يفهم من إطار النفعية البحتة والمصالح الشخصية.
محمد سعد عبد اللطيف *
كاتب مصري  وباحث في الجغرافيا السياسية *

التعليقات

الأكثر قراءة

كاريكاتير

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر