وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر يتحدث خلال مؤتمر صحفي
سعى وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر يوم الجمعة إلى طمأنة الحلفاء في حلف شمال الأطلسي بأن واشنطن ستتشاور معهم بشأن أي تحركات للقوات في المستقبل، بعد أن فاجأ الرئيس دونالد ترامب الشركاء في التحالف العسكري بإعلانه سحب آلاف الأفراد منألمانيا.
في الوقت الذي أصبح فيه التداول بالفيديو هو القاعدة بسبب الفيروس التاجي، قام إسبر بزيارة شخصية قصيرة لمقر حلف شمال الأطلسي في بروكسل، بعد أسبوع من إعراب العديد من وزراء دفاع الحلفاء عن قلقهم إزاء عدم القدرة على التنبؤ بخطط القوات الأمريكية في أوروبا ووسط سحب فيأفغانستان.
وقالالأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج في بيان مشترك بالفيديو قبل إجراء محادثات مع إسبر: "أرحب بأن الولايات المتحدة تتشاور مع الحلفاء، بينما أوضح أن التزام الولايات المتحدة بالأمن الأوروبي لا يزال قويا". وصل الرجلان إلى منبرهما مرتدين أقنعة الوجه..
ولا يُسمح لوسائل الإعلام عموما بدخول مقر حلف شمال الأطلسي بسبب القيود المتعلقةبالفيروسات.
وفي الأسبوع الماضي، قال ترامب إنه يأمر بخفض كبير في عدد القوات في ألمانيا، من حوالي 34,500 فرد إلى 25,000. وقد انتقد أعضاء حزبه هذه الخطوة ووصفها بأنها هدية لروسيا وتهديد للأمن القومي الأمريكي. ألمانيا هي مركز للعمليات الأمريكية في الشرق الأوسط وأفريقيا..
وقال ترامب هذا الأسبوع إن القوات يمكن نقلها إلى بولندا.
ولم يتم إخطار ألمانيا بهذه الخطوة، التي جاءت بعد أن وصف ترامب حليفها في حلف شمال الأطلسي بأنه "جانح" لفشله في دفع ما يكفي للدفاع عن نفسه، من خلال عدم تحقيق هدف تم تحديده في عام 2014 للأعضاء لوقف تخفيضات الميزانية والتحرك نحو إنفاق ما لا يقل عن 2٪ من الناتج القومي الإجمالي على الدفاع بحلول عام 2024.
وأكد إسبر هذه الرسالة قائلاً: "ما زلت أحث جميع حلفائنا على تحقيق هدفهم المستهدف وهو 2% من الناتج المحلي الإجمالي. لقد انتقلنا مسافة جيدة هنا في السنوات القليلة الماضية ولكن هناك الكثير والكثير الذي نحتاج إلى القيام به لضمان أمننا الجماعي".."
يوم الخميس، اتخذ وزير الخارجية مايك بومبيو مرة أخرى هدفا فيألمانيا.
"نحن نعتبر روسيا تهديدا خطيرا . إن إنفاق 1% من ناتجك المحلي الإجمالي على الدفاع، كما تفعل ألمانيا، يعترف بأنهم قد لا يأخذونه على محمل الجد من التهديد الذي تتحمله الولايات المتحدة الأمريكية. إنهم بحاجة إلى ذلك"..
واضاف " ان هذا لا يظهر التصميم الذي يتعين على (الرئيس الروسي) فلاديمير بوتين ان يراه من المانيا"..
ووفقاً لأرقام حلف شمال الأطلنطي، تنفق ألمانيا حوالي 1.38% من الناتج المحلي الإجمالي على ميزانيتها الدفاعية. وتهدف برلين إلى تحقيق 1.5% بحلول عام 2024، وتصر على أن هذا المستوى من الإنفاق يسمح لها بالوفاء بأهداف التخطيط الدفاعي لحلف شمال الأطلسي. الولايات المتحدة - في حوالي 3.4٪ من الناتج المحلي الإجمالي - تنفق على الدفاع أكثر من جميع الحلفاء الآخرين الـ 29 مجتمعين..
وفى مقابلة يوم الجمعة مع ست صحف اوروبية , اعترفت المستشارة انجيلا ميركل بان المانيا يجب ان تعزز الانفاق العسكرى , لكنها اكدت ايضا ان وجود القوات الامريكية لا يفيد بلادها وحدها.
"نحن في ألمانيا نعلم أن علينا أن ننفق المزيد على الدفاع. وقالت ميركل لقد حققنا زيادات كبيرة فى السنوات الاخيرة وسنواصل السير على هذا الطريق لتعزيز قدراتنا العسكرية " ، واضافت ان " القوات الامريكية فى المانيا تساعد ليس فقط فى حماية المانيا والجزء الاوروبى من الناتو ولكن ايضا على مصالح الولايات المتحدة الامريكية".
كما قالت ان اوروبا عليها ان تتحمل مسئولية المزيد من احتياجاتها الامنية فى مقابلتها مع صحيفة سودوتش تسايتونج الالمانية وجارديان البريطانية ولو موند فى فرنسا ولا ستامبا الايطالية ولا فانجارديا من اسبانيا وصحيفة بوليتيكا البولندية .
"لقد نشأنا في معرفة معينة بأن الولايات المتحدة تريد أن تكون قوة عالمية. وإذا رغبت الولايات المتحدة الآن في الانسحاب من هذا الدور بمحض رغبتها، فعلينا أن نفكر بعمق فيذلك".
وفي بيان بعد محادثاته مع إسبر، أكد ستولتنبرغ أيضا أن "الوجود العسكري الأمريكي في أوروبا مهم لأوروبا، وهو مهم أيضا لأمريكا الشمالية. لأنه فقط من خلال العمل معا يمكننا التصدي للتحديات الكبيرة التينواجهها ."
وحول افغانستان حيث يقود الناتو الجهود الامنية منذ عام 2003 وبدأ مؤخرا فى سحب القوات وفقا لاتفاق سلام بوساطة الولايات المتحدة مع طالبان قال البيان ان الحلف " سيواصل تعديل وجوده " وان هذا " سيتم بالتنسيق الوثيق مع الحلفاء والشركاء".