للصدر علاقات معقدة مع طهران
استهدفت طائرة مسيّرة فجر السبت بقذيفة هاون منزل رجل الدين الشيعي العراقي مقتدى الصدر في النجف، الذي نزل عناصر تياره إلى الشارع لـ"حماية" المتظاهرين المناهضين للسلطة بعد ليلة دامية في بغداد، بحسب ما أكد مصدر في التيار الصدري.
وقال المصدر إن القذيفة سقطت عند الجدار الخارجي لمنزل الصدر، الذي يتواجد حالياً في إيران وفق ما أكدت مصادر عدة.
وصرح مقرب من الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر السبت بأن طائرة مسيرة قصفت منطقة الحنانة التي تضم منزل الصدر في مدينة النجف.
وقال صالح محمد العراقي ، في بيان صحفي :"تعرضت الحنانة فجر السبت إلى قصف من طائرة مسيرة، وذلك ردا على الأوامر التي صدرت من مقتدى الصدر للقبعات الزرق بحماية الثوار ليلة البارحة في بغداد والنجف سابقا".
وقال مصدر أمني عراقي أن "فوج التدخل السريع" التابع لـ"سرايا السلام" وصل "ساحة التحرير" وجسر "السنك" وساحة "الخلاني"، وانتشر في المنطقة لحماية المتظاهرين.
وأوضح المصدر أن 3 من عناصر "القبعات الزرقاء" (عناصر غير مسلحة من السرايا يتولون حماية التظاهرات) كانوا بين القتلى في ساحة "الخلاني".
وهذه أول مرة يسقط فيها قتلى منذ الأحد، عندما وافق البرلمان على استقالة حكومة عادل عبد المهدي، حيث ساد الهدوء الحذر أرجاء البلاد.
وغالباً، ما يتهم ناشطو الاحتجاجات فصائل مقربة من إيران ضمن الحشد الشعبي بالوقوف وراء عمليات قتل الناشطين في الاحتجاجات واختطافهم، وهو ما تنفيه تلك الفصائل.
ويأتي هذا الهجوم بعد ليلة دامية شهدتها العاصمة، إذ شن مسلحون مجهولون هجوماً على المتظاهرين في بغداد سيطروا لفترة وجيزة على مبنى يحتله المحتجون منذ أسابيع قرب جسر السنك، ما أسفر عن مقتل 17 شخصاً على الأقل وإصابة نحو مئة بجروح، بحسب ما أكدت مصادر طبية.
ووسط حالة الهلع، دعا المتظاهرون من خلال وسائل التواصل الاجتماعي الناس إلى الالتحاق بهم والتجمع في ساحة التحرير المركزية بوسط العاصمة.
وبالفعل، وصل المئات إلى الساحة قبل بزوغ فجر السبت.
ويشتبه في أن يكون الوافدون الجدد إلى الساحة هم من أصحاب "القبعات الزرقاء" العزل، التابعين لـ"سرايا السلام" الجناح العسكري لتيار مقتدى الصدر.
وسبق للصدر أن أعلن تأييده للاحتجاجات التي تطالب بكفّ يد النفوذ الإيراني في البلاد.
ومعروف أن للصدر علاقات معقدة مع طهران، التي انتقدها على مدى السنوات الماضية خلال تظاهراته التي تدعو إلى استقلالية القرار العراقي، لكنه رغم ذلك لم يقطع علاقته بشكل نهائي مع الجمهورية الإسلامية التي يزورها مراراً.
لكن العديد من المتظاهرين الذين يتفاخرون بأن حراكهم عفوي وغير مرتبط بأي جهة سياسية، كانوا حذرين من دعمه.
ويشهد العراق احتجاجات مناهضة للحكومة والنخبة السياسية منذ أكتوبر الماضي، تخللتها أعمال عنف واسعة خلفت قبل اليوم 460 قتيلا وأكثر من 17 ألف جريح، وفق مصادر حقوقية رسمية.
ورغم استقالة حكومة عبد المهدي وهي مطلب رئيسي للمحتجين، إلا أن التظاهرات لا تزال متواصلة وتطالب برحيل النخبة السياسية المتهمة بالفساد وهدر أموال الدولة، والتي تحكم البلاد منذ إسقاط نظام صدام حسين عام 2003.