تصريحات ترامب تحفّز الضغوط الإيرانية على حكومة بغداد

الثلاثاء 05 فبراير 2019 2:16 م
تصريحات ترامب تحفّز الضغوط الإيرانية على حكومة بغداد

واشنطن في عين الأسد وبغداد في عين العاصفة

جنوب العرب - بغداد

من الصعب على الفصائل العراقية المناهضة للوجود العسكري الأميركي في العراق ترجمة تهديداتها للولايات المتحدة إلى استهداف لقواتها على الأرض، لكنّ ما تمتلكه تلك الفصائل من أوراق سياسية عبر تداخلها بمختلف أجهزة الدولة، يشكّل أدوات ضغط فعّالة على حكومة بغداد التي ستيعيّن عليها دائما السير على حبل التوازن بين طهران وواشنطن ومحاولة إرضاء الطرفين.

 تعمل السلطات العراقية جاهدة على تطويق تداعيات إعلان الرئيس الأميركي عن نيّة بلاده الإبقاء على قواتها في العراق بهدف مراقبة إيران، حيث جاء كلام دونالد ترامب في هذا الشأن بمثابة وقود لحملة قائمة أصلا وتشنّها أحزاب وفصائل عراقية مسلّحة أغلبها موالية لإيران، ضدّ الوجود العسكري الأميركي في العراق، مطالبة بإنهائه ومسلّطة، بذلك، ضغوطا شديدة على حكومة رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي التي لا يمكنها الدخول في مواجهة من أي نوع ضدّ الولايات المتحدة، ولا تستطيع في نفس الوقت تجاهل تلك الأحزاب والفصائل النافذة.

وعكس كلام كبار المسؤولين في الدولة العراقية وطأة الضغوط التي ضاعفتها تصريحات ترامب.

وحاول رئيس الجمهورية برهم صالح تعويم الموقف من تلك التصريحات، برفض مضمونها قائلا إنّ واشنطن لم تستشر العراق في شأن نيتها مراقبة إيران انطلاقا من أراضيه، لكنّه أشار في نفس الوقت إلى أنّ الوجود العسكري الأميركي “هو ضمن سياقات قانونية وباتفاق بين البلدين”.

وردّت إيران على تصريح ترامب، وذلك على لسان سفيرها في العراق إيرج مسجدي الذي قال لعدد من الصحافيين على هامش فعاليات ملتقى الرافدين الدولي المنعقد في بغداد إنّ “على واشنطن الانسحاب من العراق”.

ومنذ إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب في يناير الماضي عن نيته سحب قوات بلاده من سوريا، برز اسم العراق كساحة بديلة تضمن للولايات المتحدة تسجيل حضورها العسكري قريبا من الوجود الإيراني، الذي تؤمّنه وكالة عن طهران العشرات من الميليشيات الشيعية الموالية لها.


ولم يكن تصريح ترامب الأخير سوى تفكير بصوت عال في ما تضمره الولايات المتّحدة من وراء الحفاظ على وجود قواتها في العراق وربّما تدعيمها وزيادة عددها.

وكان الهدف المعلن لوجود تلك القوات هو المشاركة في مواجهة تنظيم داعش وإسناد القوات العراقية وتدريبها وتأهيلها لمحاربة الإرهاب، لكن كشف ترامب عن هدف آخر يتمثّل في مراقبة إيران، دعّم موقف القوى المناهضة للوجود العسكري الأميركي، سياسيا وقانونيا.

كما أعطى مبرّرا لتشبّث ميليشيات مسلّحة بالمشاركة في المهام الأمنية والسيطرة على الأرض بما في ذلك مناطق الحدود بين سوريا والعراق محور صراع النفوذ المباشر بين طهران وواشنطن، نظرا لأهمية تلك المناطق في الربط البلدين.

وقال قيس الخزعلي زعيم ميليشيا عصائب أهل الحق، إحدى أشرس الميليشيات العراقية وأكثرها ولاء لإيران، إنّ تصريحات ترامب “تكشف حقيقة مشروع واشنطن في العراق”.

ونقلت عنه مواقع إخبارية عراقية قوله إنّ “لدى العراق مؤسسات عسكرية من جيش وشرطة وحشد وجهاز مكافحة الإرهاب، وهو يستطيع أن يخرج القوات الأمريكية من العراق حتى لو كانت تسعة آلاف فرد، بليلة ظلماء”.

كما قال زعيم العصائب إنّ “لدى العراق برلمانا يستطيع أنّ يتخذ القرار المناسب بشأن التواجد الأميركي في البلاد”، مشيرا بذلك إلى مسعى تبذله كتل نيابية لاستصدار قانون يجبر حكومة عادل عبدالمهدي على إخراج القوات الأميركية.

وكشف رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي، الاثنين، أن المجلس تلقى طلبا لـ“إعادة تنظيم” وجود القوات الأميركية في البلاد، وصرح بأنه ستتم مناقشة الطلب خلال الفصل التشريعي المقبل.

لكنّ الحلبوسي استدرك بأنّ “العراق مازال يحتاج إلى جهود المجتمع الدولي في مكافحة الاٍرهاب”. وكان صباح الساعدي النائب بالبرلمان العراقي عن كتلة الزعيم الشيعي مقتدى الصدر قد عقّب على كلام الرئيس الأميركي بالقول إنّ “قانون إخراج القوات الأميركية من العراق أصبح ضرورة وطنية بعد تصريحات ترامب”.

وكثيرا ما يُنظر لتهديدات الميليشيات الشيعية للقوات الأميركية على أنّها صورية ولا يمكن تنفيذها على أرض الواقع بما من شأنه أن يحوّل قوات الحشد الشعبي المنتشرة في عدّة مناطق بالعراق إلى صيد سهل خصوصا للطيران الأميركي، لكنّ مراقبين لا يهوّنون من شأن الورقة السياسية التي تمتلكها تلك الفصائل التي يشارك قادتها في الحكم ولها تمثيل واسع تحت قبّة البرلمان.

وعلى هذا الأساس يُنظر لتصريح ترامب بشأن بقاء قوات بلاده في العراق، باعتباره خدمة لحملة الفصائل العراقية الموالية لطهران، وورقة ضغط بيد الأخيرة على حكومة بغداد المطلوب منها إيرانيا عدم الانصياع لتنفيذ العقوبات المفروضة على إيران من قبل الولايات المتحدة، فيما تضغط الأخيرة على الجميع للالتزام بتلك العقوبات.

وسيتعيّن على حكومة عادل عبدالمهدي المحروم من مساندة أي حزب أو كتلة سياسية، السير على حبل التوازن في العلاقة مع طهران وواشنطن اللتين ترتبط بغداد بكل منهما بعلاقات سياسية واقتصادية لا يمكن الفكاك منها في أمد قصير.

التعليقات

عربية ودولية

الثلاثاء 05 فبراير 2019 2:16 م

قالت وزارة الصحة السعودية، إنها لم تسجل إصابات بأعراض جديدة بالتسمم الغذائي خلال الأيام الـ5 الأخيرة للتفشي الذي تم رصده مؤخرا بالرياض، موضحة أن عدد ا...

الثلاثاء 05 فبراير 2019 2:16 م

أعلنت الداخلية السعودية تنفيذ حكم القتل (الإعدام) بمواطن لارتكابه أفعالا "مجرمة تنطوي على خيانة وطنه وتهدف إلى الإخلال بالنظام العام للدولة وتأييده لل...

الثلاثاء 05 فبراير 2019 2:16 م

نجحت السلطات الكويتية في إحباط مخطط إرهابي لاستهداف معسكرات أمريكية في البلاد، وذلك باحتجاز مواطن بتهمة التخطيط للتفجير وتحريض آخرين على تعلم صناعة ال...

الأكثر قراءة

كاريكاتير

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر