السيناريو السعودي الأرجح للرد على صواريخ أنصار الله

الأربعاء 28 مارس 2018 5:06 م
السيناريو السعودي الأرجح للرد على صواريخ "أنصار الله"

ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان

جنوب العرب - جنوب العرب - أ ف ب

أثار هجوم صاروخي هذا الأسبوع على الرياض احتمال تصاعد حرب اليمن في منطقة صدعتها صراعات متشابكة غير أنه لا يزال من المستبعد فيما يبدو أن يتطور الأمر إلى مواجهة مباشرة بين السعودية وإيران.


ويتعين على ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي يقوم الآن بجولة في الولايات المتحدة، الموازنة بين العداء لإيران والحاجة للاستقرار وهو يطرح على المستثمرين الأجانب خطة التحول الاقتصادي التي رسمتها المملكة ويروج احتواء نفوذ إيران على المستوى الإقليمي، وفق تقرير لوكالة "رويترز".
ومع ذلك يقول دبلوماسيون ومحللون إن السلطات الإيرانية قد تعمد إلى تصعيد الضغط في اليمن كشكل من أشكال الردع وهي تواجه احتمال تشدد مواقف الحكومة الأمريكية بدرجة أكبر مع إعلان الرئيس دونالد ترامب الأسبوع الماضي تعيين جون بولتون مستشارا للأمن القومي ومايك بومبيو وزيرا للخارجية.

وكانت السعودية قد رفعت نبرة تصريحاتها المناهضة لطهران بعد أن أسقطت القوات السعودية عددا من الصواريخ التي أطلقها "أنصار الله" على مدن سعودية مساء الأحد. وتسبب أحد الصواريخ في سقوط أول قتيل في العاصمة السعودية الرياض عندما سقط حطام صاروخ على بيت فقتل مصريا وأصاب اثنين آخرين.

وتعهد الملك سلمان عاهل السعودية في تصريحات نشرتها وسائل الإعلام الرسمية أمس الثلاثاء بأن المملكة ستتصدى "بكل حزم لأي محاولات عدائية تستهدف أمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها والمقيمين على أرضها".


وقبل ذلك بيوم اتهم المتحدث باسم التحالف الذي تقوده السعودية، الجماعة باستخدام صواريخ إيرانية الصنع وقال إن السعودية تحتفظ بالحق في الرد على إيران في الوقت وبالشكل المناسبين.
وشبه المتحدث العقيد الركن تركي المالكي إيران "بالزائدة الدودية في جسد العالم وعليها أن تصلح نفسها أو سيقوم العالم بإصلاح الوضع الإيراني"، ونفت إيران مرارا تزويد الحوثيين بالصواريخ.

خيارات عسكرية محدودة

قال محللون إنه من المستبعد في الأجل القريب أن يتسم رد القيادة السعودية بالعدوانية وسط تسلط الأضواء دوليا على الحرب اليمنية الدائرة منذ ثلاثة أعوام والتي كانت سببا في أكثر الأزمات الإنسانية إلحاحا في العالم.

وقال إحسان خومن خبير الاستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمؤسسة إم.يو.إف.جي الاستشارية "سيرغب الأمير محمد في الظهور بمظهر القائد الذي يتحلى بضبط النفس ورباطة الجأش".


وأضاف أن الأمير محمد "ربما يستغل هجمات الحوثي الصاروخية الأخيرة في تدعيم خطابه بأن التعدي الإيراني يهدم الاستقرار الإقليمي وأن من الضروري بذل جهد دولي أكثر تنسيقا لاحتواء إيران".
ومن المحتمل أن ينطوي التصعيد على المزيد من الضربات الجوية من جانب طائرات التحالف وهي الضربات التي قوبلت بانتقادات واسعة لسقوط قتلى من المدنيين فيها. وقد ينطوي على تعبئة قوات الحرس الوطني السعودي على الحدود لشن هجوم بري منسق داخل شمال اليمن، بحسب "رويترز".

ويقول الدبلوماسيون والمحللون إنه لا توجد خيارات أخرى تذكر أمام التحالف تستبعد العمل العسكري المباشر ضد هدف إيراني، وهو أمر لا يزال يبدو مستبعدا ما لم تصب الصواريخ هدفا سعوديا ثمينا.

وقالت جين كيننمونت الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط في تشاتام هاوس بلندن "ربما يأخذون خطوات مماثلة لكي يبدو الأمر وكأنهم يفعلون شيئا لكنه لن يغير في الواقع العوامل المحركة للصراع".

وأضافت: "خوفي أن ينساقوا وراء القيام بعمل مباشر ضد هدف إيراني ما وأن يمثل أي عمل من هذا النوع تصعيدا أكبر".

وقالت مجموعة أوراسيا الاستشارية إن "نجاح ضربة يوجهها الحوثيون لهدف سعودي ثمين ستؤدي على الأرجح إلى رد عسكري حازم من السعودية لمحاولة ردع إيران".

وقال المحللون إنه على الرغم من استبعاد أن يتطور الأمر إلى مواجهة مباشرة بين السعودية وإيران فإن الخطأ في الحسابات وارد.

جهود الوساطة

حثت الدول الغربية السعودية وحلفاءها العرب على حماية المدنيين والسعي للتوصل إلى نهاية سريعة لحرب اليمن. غير أنها تؤيد أيضا رأي الرياض أنه من الضروري الدفاع عن نفسها من الهجمات عبر الحدود والحد من انتشار النفوذ الإيراني في المناطق التي تشرف على طرق التجارة المهمة.
وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من عشرة آلاف شخص سقطوا قتلى في الحرب وإن 22.2 مليون يمني، أي حوالي ثلاثة أرباع السكان، يحتاجون مساعدات إغاثة. وتم الإبلاغ عن أكثر من مليون حالة إصابة بالكوليرا فيما يمثل أسوأ تفش للمرض في العصر الحديث.

وقال المحللون إن "السعودية ستواصل على الأرجح العمل في إطار حملتها العسكرية في اليمن للإطاحة بالحوثيين من العاصمة صنعاء وإعادة الرئيس عبد ربه منصور هادي وإنها قد تستمر في الوقت نفسه في دعم مساعي الوساطة".

ومع ذلك قالت مجموعة أوراسيا إن تعيين بولتون وبومبيو في واشنطن قد يشجع إيران على تصعيد أنشطتها في اليمن لإظهار قدرتها واستعدادها للعمل على إضعاف الولايات المتحدة وشركائها.

وهون اقتصاديون من أثر الهجمات الصاروخية على الاقتصاد السعودي الذي يحاول الأمير محمد انتشاله من الاعتماد على صادرات النفط بمجموعة من الإصلاحات من بينها خفض دعم الطاقة وتوسيع دور القطاع الخاص.

وربما يكون المستثمرون قد أخذوا في حسبانهم بالفعل إلى حد كبير المخاطر التي قد تنجم عن تلك الضربات. غير أن تصعيد الصراع اليمني وتطور الأمر إلى صراع مباشر بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والسعودية قد يتسبب في ابتعاد المستثمرين الأجانب.

التعليقات

تحقيقات

الأربعاء 28 مارس 2018 5:06 م

أكد خبير الجيولوجيا المصري عباس شراقي، أن حماس أنشأت أكبر شبكة أنفاق في العالم لمقاومة الاحتلال الذي لم يستطع تدميرها جوا أو برا حتى الآن، ويلوح حاليا...

الأربعاء 28 مارس 2018 5:06 م

تداولت مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر تدمير قنبلة SPICE-2000 الإسرائيلية لأحد المباني في غزة. وتبعا لشركة "رافائيل" المسؤولة عن إنتاج وتطو...

الأربعاء 28 مارس 2018 5:06 م

أفادت وسائل إعلام سعودية، بأن الانفجارات التي هزت العاصمة اليمنية صنعاء أمس الخميس، نتجت عن قصف إسرائيلي لمخازن صواريخ دقيقة ومسيرات. وبينما قال رئيس...

الأكثر قراءة

كاريكاتير

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر