جابر محمد يدافع عن العليمي.. والشرفي يردّ بقوة: الجنوب لا يتبع أحدًا
شهدت منصات التواصل الاجتماعي جدلًا سياسيًا لافتًا بين أنيس الشرفي، رئيس الهيئة السياسية للمجلس الانتقالي الجنوبي، وجابر محمد، مدير مكتب عضو مجلس القيادة الرئاسي وقائد ألوية العمالقة أبو زرعة المحرمي، بعد تباين حاد في الموقف من تصريحات رئيس مجلس القيادة الدكتور رشاد محمد العليمي ودوره في إدارة شؤون العاصمة عدن.
وكان الشرفي قد وجّه خلال ظهوره على قناة عدن المستقلة انتقادات حادة للعليمي، متهماً إياه بتجاهل معاناة المواطنين في عدن وتدهور الخدمات رغم إقامته في قصر المعاشيق، مقابل اهتمامه المفرط بالقضايا التي تحدث في محافظة تعز.
وردّ جابر محمد عبر منصة “إكس” (تويتر سابقاً) قائلًا: "إن هذا الطرح لا يتناسب مع سياسات المجلس الانتقالي الجنوبي الذي أتشرف بالانتماء إليه، ولا يخدم المصلحة العامة ولا القضية الجنوبية، كما أنه لا يتوافق مع سياسة المرحلة الحالية التي تتطلب خطابًا إعلاميًا يوحّد الكلمة ضد الانقلاب الحوثي."
وأضاف جابر، الذي يُعد حديثه تعبيرًا عن موقف مقرب من مجلس القيادة الرئاسي: "الرئيس الدكتور رشاد العليمي هو أوضح وأصدق شخصية سياسية يدرك أهمية استقرار الجنوب، ويقف قريبًا من قضيته العادلة. من يعود إلى خطاباته، وخاصة في 22 مايو و14 أكتوبر، سيجد أنه تحدث عن الجنوب بما لم يقله أي مسؤول من قبل منذ حرب صيف 94."
وشدد على أن العلاقة بين قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي ورئيس مجلس القيادة "طيبة وصادقة وتهدف لتعزيز الشراكة الوطنية والتنسيق المشترك في مواجهة التحديات التي تعصف بالبلاد."
لكن أنيس الشرفي ردّ في تغريدة قوية قائلاً: "مع كامل الاحترام لما ورد، إلا أن هذا الطرح يتجاهل حقيقة جوهرية يعرفها الجميع، وهي أن المجلس الانتقالي الجنوبي ليس تابعًا لأحد، ولا مرتهنًا لأي سلطة فوق إرادة شعب الجنوب."
وأضاف الشرفي: "المجلس الانتقالي شريك في مجلس القيادة بموجب اتفاق سياسي، لا تبعية ولا منّة من أحد. أما الحديث عن توحيد الخطاب فلا يعني الصمت عن الأخطاء أو السكوت عن العبث بالقرار السياسي والاقتصادي في الجنوب."
وأكد أن احترام الرئيس العليمي لا يعني "القبول بتعطيل مؤسسات الدولة في عدن أو تجاهل معاناة المواطنين"، مشددًا على أن "خطابات المجاملة لا تغيّر من واقع الانهيار والمعاناة شيئًا".
وختم بالقول:"قضية الجنوب ليست مادة إعلامية ولا ورقة سياسية، بل قضية وطن وحق مصيري لا يمكن لأي خطاب أن يختزله."
ويُعد هذا السجال العلني مؤشرًا على تباين واضح في الخطاب السياسي بين جناح مجلس القيادة الرئاسي الذي يمثله مكتب أبو زرعة المحرمي، وبين الهيئة السياسية للمجلس الانتقالي الجنوبي، في وقت تشهد فيه العاصمة عدن توترًا متصاعدًا بسبب الانهيار الخدمي والمعيشي.