يواصل الاحتلال عدوانه بحق شعبنا ومناضلينا ومقدساتنا وأسرانا مستخدماً كل أدوات القمع والقتل والهدم والاستيلاء والتهويد التي تشرعنها حكومة اليمين الفاشي عبر العديد من القرارات والقوانين العدوانية الرامية لحسم الصراع وإخضاع الشعب الفلسطيني وقتل روح النضال فيه، فيقابلها شعبنا العظيم بالمزيد من الصمود والعنفوان والإصرار على مواصلة النضال والاستعداد لبذل التضحيات والدماء على طريق الحرية ودحر الاحتلال .
الشعب الفلسطيني البطل لقادر على الصمود ومواجهة كل المؤامرات وتحطيمها على صخرة صموده وان كل محاولات البطش والعدوان لن ولم تنال من ارداته وأن صوت الحق ونقاء الفعل الفلسطيني أعلى وأقوى من كل مؤامرات تصفية قضيتنا، ومن صمت وعجز منظومة الأمن الدولية التي لا تقوى على محاسبة المجرمين وحماية الشعب الفلسطيني. وأن ارتفاع وتيرة العدوان ترفع من منسوب الصمود والنضال والإصرار على المواجهة التي يجعلها المحتل مفتوحة بكل ما أوتي شعبنا الفلسطيني من أدوات التحدي حتى النصر والحرية والتحرير .
سلوك حكومة الإجرام وعلى كل الأصعدة، بات تجاوز جوهر وثوابت القضية من تهويد لعاصمتنا المقدسة إلى إتساع رقعة الاستيلاء والاستيطان، وجرائم الإعدام، وهدم البيوت، واستهداف الأسرى وتعاظم عمليات القمع بحقهم وشرعنة قتلهم بالإهمال الطبي وعدم تقديم العلاج لهم، وتزايد اعداد المعتقلين الإداريين دون محاكمة، الامر الذي يتطلب تعزيز الوحدة الفلسطينية وان يتحمل الجميع ويضع الكل نفسه أمام مسؤولية الإلتفاف حول مشروعنا النضالي التحرري، وتمتين جبهتنا الوطنية الداخلية لمواجهة كل هذه الجرائم والتحديات.
لا يمكن لهذا الاحتلال الإسرائيلي المجرم ان يخضع الشعب الفلسطيني او ان يحسم الصراع بقوة الإرهاب وقد اثبتت التجارب ان ذلك كله ما هو إلا مجرد وهم لا يصلح مع شعب يتدافع أبناؤه على التضحية ولا يعرف المهادنة ولا السكوت على الحق، وأن إرادة وإمكانية وأدوات الشعب الفلسطيني متاحة بالقدر الذي يبدد كل تلك الأوهام .
وان مساعي حكومة الاحتلال والمتطرفين لشرعنة تقسيم المسجد الأقصى زمانياً ومكانياً لهو مس بالسيادة الفلسطينية على المسجد الأقصى ولعب بالنار التي سيشعلها مثل هذا السلوك الذي لا يقبل الفلسطيني مجرد الخوض فيه، وأن أي مس بهذا المقدس الثابت لدى شعبنا الفلسطيني سيشعل فتيل إنفجار ستمتد عواقبه إلى ما هو أبعد من عقلية المتطرفين ليطال المنطقة والعالم والتجربة مع إنتفاضة الأقصى ومعركة البوابات والشيخ جراح لا تغادر الأذهان .
التوغل الاستيطاني والاستمرار في سرقة الأراضي والاعتداء على ممتلكات ومحاصيل المزارعين والتجمعات البدوية وشرعنة العودة للبؤر الاستيطانية التي أفرغت، سيقابل بكل أشكال الدفاع عن أرضنا ومواجهة جرائم المستوطنين وتعزيز صمود وامكانيات المزارعين، وتصعيد المقاومة الشعبية على كل نقاط الاستهداف .
كل محاولات البطش والعدوان التي يمارسها الاحتلال وكل محاولات الاستفراد بمدينة بعد أخرى وقرار تصعيد العدوان على مدن ومخيمات الضفة الغربية وما حدث في جنين لن يكون بمقدوره ثني الشعب الفلسطيني عن مواجهة العدوان في كل جغرافيا الوطن الواحد، وإن الدم المسفوك في مخيم جنين او بلاطة أو حي الياسمين سيشعل بركان الغضب في قلب وضمير كل فلسطيني .
في ظل صمت وتقاعس المجتمع الدولي عن لجم جرائم الاحتلال وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية فيما يتعلق بحقوق الشعب الفلسطيني وإنهاء الإحتلال، نتطلع إلى موقف مساند حقيقي من عمقنا العربي والضغط الجماعي لوقف مسلسل الجرائم وإعادة الاعتبار والحضور للقضية الفلسطينية .
سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية