هل تبدل الخطاب في إفريقيا حقا ؟

الأربعاء 16 فبراير 2022 11:21 ص

هل تبدل حقا ؟ أم هو مجرد نزوة جاءت بها نفحة من سكران يرى الحقيقة من خلال الضباب تستغرق لمدة مع نزهة التفاعل فقط و لا تغني و لا تسمن من شيء، بل تزيد الطين بلة لتعزيز الغطرسة و السيطرة و الهيمنة أكثر فأكثر؟ أو هو تدبير استراتجي نابع من تفكير عميق في الزمان و المكان من أولاد هذه القارة المخلصين في أخذ كل الاحتياطات اللازمة في الفرصة المناسبة؟ إنها مراهنة في ظرفٍ إما أن أكون أو أستسلم. 

إن هذا المخاض الذي يعيشه الشارع الإفريقي من الانقلابات و التظاهرات و حرق الأعلام و تصريحات المعارضة و شعارات تنادي بالتخلص من المستعمر المستتر، هل طرأ عليه تغيير أم هو كسابقيه ؟ هل هو نابع من إحساس شعبي عام لم يستطع مقاومة الظلم  فجاءت القطرة التي أفاضت الكأس؟  المتتبع و المحلل لشؤون القارة أمام هذا المشهد كأنه في حلم بعيد عن الواقع. أم نظرة نيلسون مانديلا "  الشجعان لا يخشون التسامح من أجل السلام "  أو " المقاتل لأجل الحرية يتعلم بالطريقة الصعبة أنّ الظالم هو الذي يحدد طبيعة الصراع " أي طريقة أخذها هذا المخاض من هاتين؟ و هل أدركتهما عقول الحكام و ضمير الشعوب؟

الأكيد أن لكل زمان رجاله لكن المقولة في حد ذاتها تبقى سارية المفعول بل تتجسد في الخلود و تبقى مرجعا يقتدى به في الحاجة، كم نحن بحاجة لنهضة أو هذا قدر الله في كونه. أم نحن لا نأخذ بالأسباب؟ من سنة الله في هذا الكون الأخذ بالأسباب المتفق عليها و المخطط لها. إن الجو السائد في هذه المعمورة من ( إتحاد إفريقي – تشاورات – تحالفات - تصريحات - بيانات – نداءات الشارع العفوية) تعطي نوع من الطمأنينة اتجاه الوضع السائد و المتأرجح إلى التوحيد و لم الصف الإفريقي على كل الأصعدة، هناك مقولة سادة في محيطنا " الإبل (أي الجمال) تَبْرَكْ (أي تجلس) عَلَى أكْبارَها (أي تتبع أكبرها سنا).  

فعلى الدول الرائدة كمصر و جنوب إفريقيا و الجزائر و نيجيريا و بعض الدول التي تعنتت و خرجت عن المألوف، أن تتظافر الجهود بينها ككتلة بالاعتماد على التبادل في الشطر الأمني و الاقتصادي بتفعيل المنظمات الإقليمية و إعادة هيكلتها و جعلها تخدم القارة لا ضدها. إن الظرف الحالي مواتي للتخلص من الهيمنة و استغلال الثروات بدون وجه حق،  ما دامت الشعوب هنا و هناك تنادي بأعلى صوت أنقذونا يا أهل التدبير و ترى في ملامحها قراءة المساعدة في اتجاه السبيل الأحسن.         

هل نرى يوما ما القارة السمراء تتباهى باقتصاد موحد و أمن مشترك و خيرات يستفيد منها كل شعوب المنطقة و تبادل تجاري مبني على رابح رابح و موقف سياسي واحد ؟ هل هو مجرد حلم ؟.

التعليقات

الأكثر قراءة

كاريكاتير

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر