إنها مدة وضعت بصمتها منذ 1945 تاريخ انتهاء الحرب العالمية الثانية على أساس تحرير الشعوب و الدول، و لحد وقتنا ما زالت توجد مستعمرات و شعوب لم يبزغ عليها النور رغم كل الترسانة المنجزة من القوانين و التشريعات المنبثقة من منظمات و محاكم عالمية و جهوية تحت رعاية الأمم المتحدة التي تنادي للحرية و لحقوق البشرية من الاستعمار والظلم المسلط على بعض الشعوب في المعمورة و خاصة في مجتمعات دول ما يسمى بالعالم الثالث. فمتى يتغير هذا التصنيف في ميزان المعادلة ؟ كان آنذاك الكثير من الوعود و الشعارات الرنانة لتحرير الإنسانية جمعة حتى تعيش في كنف المساواة و الاحترام المتبادل.
هناك مَنْ يقول أن الحرب الباردة عجلت تحرير الدول و المجتمعات و أقحمها في قطبين، و هناك مَنْ يرى العكس لأن الكيل بمكيالين باقي على حاله و لو أن إنسان العالم الحديث يظهر أنه غير الذي كان عليه في السابق لأنه تهذب بالإطلاع و التحكم في التكنولوجية وعالم الاتصال و تفتح المجتمعات بعضها على بضع. و من منظور أخر، ترى فئة أنها هي الأقوى و أنها هي المفضلة في الأرض و البقية من الدرجة الثانية و هذه الحالة يحس و يشعر بها الواقع المعيشي في عالمنا، زيادة على ذلك نفس الفئة يتأكد لها من خلال كل ما تريد فعله في المعمورة من برامج لتفرض رؤيتها و تجارتها و رأيها بدون منازع لأنها تملك الأرض و ما فيها. و كأن الحرب العالمية و الباردة كانت وسيلة تمويهية لاستمرار البرنامج المتفق عليه من هذه الفئة فقط.
في الظرف الحالي بالذات، مَنْ يرى بصيص من الأمل في بعض المجتمعات و الأمم نتيجة التفطن و الاصطدام بالحقائق من خلال التفتح الإعلامي و التواصل الاجتماعي بين الشعوب و تبادل المعاناة و الإطلاع عليها مما يزيد التشبث و الإصرار و الإقدام على ما حرمت منه و في المقام الأول السيادة. لكن في المقابل الخصم متزود و يسير و متأكد من ما تحتاجه المعمورة بيده. فالمعادلة حلها يتجاوز المنظر و المفكر و السياسي و الاقتصادي و أيضا عالم الرياضيات و لا يستطع أي كان فكها إلا، اذا وعى و استوعى فتصبح مقولة الفتى هي حل الحلول.
"إذا الشعب يوما أراد الحياة - فلا بد أن يستجيب القدر
و لا بد لليل أن ينجلي - و لا بد للقيد أن ينكسر
و مَنْ لم يعانقه شوق الحياة - تبخر في جوفها و أندثر
إذا ما طمحت إلى غاية - ركبت المنى و نسيت الحذر
و مَنْ لا يحب صعود الجبال - يعش أبد الدهر بين الحفر
وأعلن في الكون أن الطموح - لهي الحياة و روح الظفر
إذا طمحت للحياة النفوس - فلا بد أن يستجيب القدر