الحليف لاستقامة الدولة

الأربعاء 15 ديسمبر 2021 6:38 م

من توجهات الجزائر الجديدة، يقول رئيس الجمهورية و يلح لألف مرة أن المجتمع المدني هو من بين الركائز الأساسية لإقامة دولة تريد مواكبة أمم الدول المتقدمة. فإن تكوين المجتمع المدني يتطلب إعادة النظر في تركيبته الحالية من حيث التمثيل الحقيقي المبني على وعي المجتمع و تقديم من هو أفضل  و أجدر من أجل أداء الرسالة الإنشغالية للفئة التي يمثلها. و ينبغي عليه، أن يتمتع بالخبرة التي تجعله ينتبه إلى كل ما يبني محيطه و الدولة ككل و يتمتع أيضا بالحس المدني الذي يطلعه على كل صغيرة و كبيرة على كل الأصعدة.

 إن إعداد هذا الهيكل يتطلب تدخل أعيان المدينة أو أن يكون لهم مرجعية حتى يسمح له المتابعة و إعطاء الرأي أو المشورة و المساهمة الفعالة في كل ما يتعلق بالتنمية و اهتمام مواطن بمدينته و تفعيل همزة وصل بين الإدارة المحلية و المجتمع حتى تتضح الرؤية الحقيقية من أجل أخذ القرار المناسب في الظرف و المكان المناسب. و يستوجب على مَنْ عنده غيرة على محيطه و دراية أن يساهم بالتقرب من المسئول المحلي و في وجه ثاني أن تكون خلية من أصحاب هذه الصفات تسمح للسلطة تأسيسها كممثل للمجتمع.

 إن تطور أي دولة كانت أو مجتمع، مرهون بالحس المدني و دفاعه عن كل ما يمسها من سوء و تآمر، و من ثم يتكون لها الاحترام و التقدير و تصبح كلمتها مسموعة في المجتمع الدولي و الفرد فيها معزز مكرم و محترم داخليا و خارجيا. الكرة أصبحت في مرمى المواطن الجزائري ما دامت السلطة هيأت كل الظروف في طابعها القانوني  و السياسي و أتاحت للمواطن روح المادة حتى يتهيكل و ينظم نفسه بنفسه  باختيار الأصلح للنيابة عنه. لا يجب أن نبقى مكتوفي الأيدي و تمثيل المجتمع المدني مؤسس من أناس لا يملكون و لا يمثلون حقيقة محيطهم لا من ناحية الاحترام و لا الدراية الكافية من أجل طرح المشاكل أو متابعتها. 

 من المفروض أن تجسد هذه الصورة في مجتمعات الدول التي تتطلع لتطوير مكانتها من أجل استقلالها من التبعية الاقتصادية و الثقافية و توعية مواطنيها، إنه الحجر الأساس في بنائها الصلب في جميع الجوانب. الظرف في هذه الآونة مواتي تماما للتكاتف بين هذه الدول و للتآزر في كل ما يعود بالفائدة لكل شعوبها.   

التعليقات

الأكثر قراءة

كاريكاتير

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر