جئت لأتمم الدرس بعد سبعة و ستين سنة...،
اسمحوا لي بهذا التأخير، و لكن في حياتكم كأمة تعتبر مدة قليلة.
جئت لأتمم الحدث بالحادثة...
جئت أذكر لعل الذكرى تنفع المؤمنين...
جئت لأتعرف على من لا يعرفني...
جئت هذه المرة لأربط الصلة الحدث و الحادثة...
أيها الشعب: من يعرفني و من لا يعرفني، ها أنا نوفــمــبر أبوكم الوحيد،
لأن الأب لا يكون إلا واحدا...
جئت أربط الحاضر بالماضي و أصحح الخلل...
جئت أشهد العالم بأنني لا أتخلى عنكم...
جئت أوصيكم كما فعل لقمان...
أوصيكم و نفسي فداكم ألا تضلوا الطريق...
اتقنوا أعمالكم و لا تعملوها إلا بالعلم...
و لا تعزموا على أمر إلا بالحوار و التشاور،
فلن تجدوا وطنا غير هذا الوطن...
اسقوه بريقكم يؤتكم ضعفين...
اجعلوا الدفاع عن ثوابت الأمة شريعة و منهاجا...
عدت لأهزم الأعداء و أبعث في النفوس الاطمئنان،
و أرفع راية الجزائر عالية كما كانت في الاستقلال...
عدت لأشرح الدرس مرة أخرى لمن لم يستوعبوه...
عدت لأسلم المشعل لمن يدركوه...
عدت لأحي من صنعوا مجدي و أعادوه...
عدت و أنا أحمل تحية الخلود من آبائكم:
الأمير عبد القادر، مصالي، ابن باديس، بن مهيدي، بومدين، و آخرين...
عدت لأتلو عليكم ما أرادوا أن يعملوه و لم يكملوه...