«كليمات» قلتها في مقابلة مع القناة الإخبارية السعودية ببرنامج (هنا الرياض) مع الزميل مفرّح العسيري، عن تأثير حقبة الصحوة في السعودية على كل مناحي الحياة بما فيها المفردات اليومية المستخدمة، أثارت ثائرة جملة من المعلّقين على تويتر وبعض المواقع الإخوانية الخارجية.
الجزء مأخوذ من مقابلة، لا يتجاوز الدقيقة، من مقابلة مدّتها أكثر من ربع ساعة، ضمن حلقات خصّصتها المحطّة السعودية لتقليب صفحات «زمن الصحوة» في السعودية وغيرها.
الردود - بعضها كثير حسن النيّة – لكن السواد العام، ليس كذلك، فقد رأيت حسابات تدار من أعداء السعودية خارجياً، ممن احترفوا التأليب، ومشروع الرؤية، ولم يكلّف بعضهم نفسه إخفاء هويته المعادية من خلال الصور التي وضعوها على حساباتهم بتويتر، لتشويه القيادة السعودية. حرّفوا الكلم عن مواضعه، كعادتهم، وشوّهوا وأرجفوا وأجلبوا بخيلهم وركابهم:
أجمعوا أَمرهم عِشاءً فلمَّـا أَصبحوا أَصبَحَت لهم ضَوْضَـاءُ
مِن مُنَـادٍ وَمِن مُجِيـبٍ وَمِـن تَصهَالِ خَيلٍ خِلالَ ذَاكَ رُغَـاءُ
خلاصة الحكاية لغير المتابعين، هو أنني تكلمت عن الأثر الكبير الذي صبغت به مرحلة الصحوة (والصحوة وصف سعودي لكل حركات الإسلام السياسي خاصة «الإخوان»وفرعها السرورية وأولادهم: «القاعدة» و«داعش»). وهو أثر كبير على الحياة بكل ألوانها: المفردات، الأزياء، للرجال والنساء والأطفال، أسماء المواليد، حتى المناسبات الوطنية الثقافية الكبرى، وأتذكر في هذا الصدد الأوبريت الموسيقي المعتاد كل جنادرية، وذلك في جنادرية 18 (خيول الفجر) كتب كلمات العمل الشاعر المعروف بحماسته لتلك المرحلة دكتور عبد الرحمن العشماوي، وضعت له معالجة فنيّة دون موسيقى!
«زمن الصحوة» كما هو عنوان أطروحة الباحث الفرنسي ستيفان لاكروا، زمن كامل بكل تفاصيله، ولا علاقة للقصة بالغيرة على تحية أهل الإسلام: السلام عليكم، التي تغطّى بعض الحسابات المناصرة للصحوة خلف غطاء الغيرة عليها، حين قالوا إن كلام، صاحب هذه السطور - وهو بالمناسبة كلام منقول - عن المطالبة بإلغاء تحية السلام عليكم... وطبعا هذا كلام سخيف وتشغيب أرعن. الصحوة، كفاعل اجتماعي كبير بصرف النظر عن هويتها الدينية، غيّرت المفردات السعودية، بالعشرات وليس فقط بالمثالين اللذين ساعف الوقت بسردهما وهما: جزاك الله خيرا، عوض عبارة شكراً، وعبارة السلام عليكم عوض آلو للردّ على الهاتف.
مرة أخرى أقول، نعم هذا كلام صحيح ولن يغيّره التهريج السخيف، والبلطجة في الردود، وهو جزء يسير من كلّ كبير في التغيير الذي جلبه الخطاب الصحوي الفاعل الأول في المجتمع السعودي زهاء 4 عقود.
لا علاقة للأمر بمكانة تحية الإسلام الخالدة العظيمة، نتحدث عن حوادث جديدة: مثل آلة التليفون، كما أن أي مجتمع تمرّ به تغيّرات وتطورات وتأثيرات حسب مصدر ذلك، فمثلاً قبل زمن الصحوة كان زمن التيارات القومية واليسارية الثورية، فكانت لها هي أيضاً أثرها على المجتمع السعودي، ومثال على ذلك أسماء المواليد حتى فشا فيها أسماء مثل: نضال وجمال... الخ. وفي زمن الصحوة كثرت أسماء مثل: معاذ وأنس.. كل هذه حوادث جديدة، بصرف النظر عن كونها جيدة أو غير ذلك.. هي حوادث جديدة وفقط.
الكلام بهذا الإطار متشعب، بالمقالة الآتية نكمل مع بحث دكتور ناصر الحجيلان بعنوان (اللازمة الدينية في كلام السعوديين) المنشور بمجلة علمية محكّمة خريف 2006 وغير ذلك مما يطيف بهذه المسألة، حرصاً على نقاش صحّي وليس أراجيف الأعداء وهرولة المستعجلين، وأهواء النفوس الخاصة لدى نفر آخرين.
للحديث صلة...