حسب المنصة اللبنانية (أساس ميديا) فقد جاء في وثائق ويكيليكس أنَّ الرئيس الحالي في لبنان، ميشال عون، في اجتماع له مع السفير الأميركي السابق جيفري فيلتمان، ووزير العدل اللبناني شارل رزق، وصف الطائفة السنية في لبنان بأوصاف تنمّ عن كراهيته الشديدة لها، فهم «غرباء لا جذور لهم... متطرفون». وغير ذلك من الأوصاف، التي تجعله، وتياره، يعملون بوعي على التآزر ضد السنة، وخاصة السنة العرب، وخاصة في بلاد الهلال الخصيب، وتحديداً في سوريا ولبنان.
قبل أيام كتب الأستاذ عبد الله بن بجاد، مقالة في جريدة الاتحاد الإماراتية، تحت عنوان «توحش الأقليات»، ومما جاء فيها...
الحديث عن الطائفة العونية المسيحية، وكيف تحالفت مع «المتوحشين في خدمة النظام الإيراني».
ولاحظ عبد الله ملاحظة قيّمة، وهي تناقض خطاب هذه الأحلاف الهجينة.
الملاحظة هي تلك «المزاوجة بين (خطاب العزة) و(خطاب الاستضعاف). ويكفي رصد خطاب (حزب الله اللبناني) وخطاب (جماعة الحوثي) وخطاب جماعة (حماس) لاستيضاح المقصود بهذا السياق».
نحن أمام سياسات ونتائج لأفكار سابقة وأوهام عنصرية رديئة، وسرديات تاريخية استعلائية هرائية لا قيمة لها على ميزان البحث العلمي، اللبناني التاريخي على وجه خاص.
فمن يقرأ للتواريخ اللبنانية، ولا نقول التاريخ الواحد، بصفة أكثر تحديداً في العصور الحديثة ونشأة الكيان اللبناني، فسيعلم الدور السني التأسيسي في بناء الكيان اللبناني الحديث، وما حديث ثنائية رياض الصلح وبشارة الخوري عنّا ببعيد.
هذه الأوهام التي تسيّر الرئيس عون وصهره العبقري باسيل، وكل العونية، والتي دفعت بهم وبتيارهم للارتماء الكامل في الحضن الخميني، بزعمهم، لصون المسيحيين والحق المسيحي، ليست مجرد أوهام مثقفين أو مثرثرين في مقهى بجونية أو كسروان أو المتن، بل هي سياسات قاتلة ومثيرة للفتن وناشرة للسموم السياسية والاجتماعية الدائمة.
من هنا، كانت مكافحة هذا الخطاب وهذه الأفكار واجباً أخلاقياً لا مجرد مناوشات ومعارك سياسية عابرة هنا أو هناك.
هذا الخطاب بطبيعته يثير التطرف وكل فكر أسود، ونحن نقاتل فكرياً وإعلامياً لضرب كل هذا التطرف على المستوى الإسلامي، لكن خطاباً كهذا لا يساعد البتّة على نجاح هذه الحرب العادلة.