"اكتشاف" عضوي يشكل "أساس الحياة"
كشف باحثون عن الجزيئات العضوية التي تشكل اللبنات الأساسية للحياة في سحابة شاسعة عبر الفضاء البنجمي بالقرب من مركز مجرة درب التبانة للمرة الأولى.
وتُعرف السحابة باسم المنطقة الجزيئية المركزية، حيث جذبت علماء الفلك لعقود، ولكن القراءات الأخيرة تشير الآن إلى أن المنطقة قد يكون لها دور أكبر تلعبه في ظهور الحياة مما كنا نعتقد في السابق.
وفي هذه الحالة بالذات، اكتشف الباحثون وجود بروبارغيليمين (propargylimine)، الذي يعتقد أنه مقدمة للأحماض الأمينية، وهو عنصر حاسم في ظهور وتطور الحياة العضوية.
وأوضح عالم الفلك لوكا بيزوتشي، من معهد ماكس بلانك للفيزياء خارج الأرض، في ألمانيا، بالقول: "تكمن خصوصية هذا النوع الكيميائي في رابطة الكربون والنيتروجين المزدوجة، ما يمنحه تفاعلا عاليا. ويؤدي هذا من أبسط الجزيئات وأكثرها وفرة في الفضاء، إلى الأحماض الأمينية الأكثر تعقيدا، وهي لبنات البناء الأساسية".
أولا، درس الباحثون طيف propargylimine في المختبر، حيث تعيد المركبات الكيميائية المختلفة إطلاق الإشعاع الكهرومغناطيسي بأطوال موجية محددة توفر نوعا من البصمة الكيميائية، تتكون من خطوط الامتصاص والانبعاث. وهذه البصمات الجزيئية حاسمة لفهمنا التركيب الكيميائي للأنظمة النجمية البعيدة وتساعدنا على فهم العمليات الرئيسية التي تشكل أساس كل من تكوين الكون والحياة نفسها.
وأضاف بيزوتشي: "عندما يدور الجزيء في الوسط البنجمي، فإنه يصدر فوتونات بترددات دقيقة للغاية. وهذه المعلومات، عندما تقترن ببيانات من التلسكوبات الراديوية، تسمح لنا بمعرفة ما إذا كان الجزيء موجودا في السحب الجزيئية، ومواقع تكوين النجوم والكواكب."
ثم قارن الفريق النتائج المخبرية التي توصلوا إليها، بقراءات أخذها التلسكوب البالغ طوله 30 مترا في سييرا نيفادا، إسبانيا، مع التركيز على سحابة محددة في المنطقة الجزيئية المركزية.
وقال عالم الفيزياء الفلكية فيكتور م.ريفيلا من المعهد الوطني للفيزياء الفلكية في إيطاليا: "كان جزيئنا موجودا بالفعل".
ويساعد هذا النوع من الأبحاث على سد الفجوات في معرفتنا حول الهياكل البعيدة، مثل السحب الغازية الشاسعة التي تسكن الفضاء بين النجوم.