أردوغان يحلم بزمن القرصان بربروس ... إحياء الإمبراطورية العثمانية في ليبيا

الأحد 05 يناير 2020 8:16 ص
أردوغان يحلم بزمن القرصان بربروس ... إحياء الإمبراطورية العثمانية في ليبيا

أردوغان يعيش أوهام الإمبراطورية العثمانية

جنوب العرب - لندن

أطماع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لم تتوقف عند حد التوغل في الأراضي السورية أو الاعتداء على الحدود العراقية فحسب، بل يزداد هوسه باحياء الإمبراطورية العثمانية وتاريخها الأسود.

يحلم أردوغان بتوسيع نفوذ أنقرة في منطقة البحر المتوسط واقتسام ثرواتها من خلال الاحتلال التركي لشمال قبرص، ثم التدخل في ليبيا وإرسال الآلاف من الإرهابيين، بزعم دعم حكومة فايز السراج الخاضعة لسيطرة المليشيات الإرهابية.

وجاء استشهاد الرئيس التركي بأجداده الذين سفكوا الدماء في سواحل البحر المتوسط وعلى رأسهم خير الدين بربروس (1475- 1546) أكبر دليل على أنه لا يحمل أي خير للمنطقة، ويبحث فقط عن انتصارات وأحلام تعيد له بعضا من شعبيته المتدهورة.

ومع الإعلان عن اكتشاف احتياطيات كبيرة من الغاز بمياه البحر المتوسط أخذ أردوغان في إثارة المشاكل، لكن مراقبين يرون أن كل خطواته تمضي في طرق وعرة ولا تقود إلا إلى السقوط المدوي.

ومؤخرا، تحول المتوسط إلى منطقة عسكرية تعج شواطئه بالمناورات الجوية والبحرية المشتركة، نتيجة التهديدات الإقليمية التي تسبب بها أطماع الرئيس التركي.

وزاد التوتر بعد أن وقعت تركيا، في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، مذكرتي تفاهم حول التعاون الأمني العسكري وتحديد الحدود البحرية مع حكومة الوفاق الوطني الليبية بقيادة فايز السراج.

هوس نهايته سقوط
ولا يكل الرئيس التركي من محالولات إحياء دولة الخلافة المزعومة، سواء قولا أو عملا، وعينه على المنطقة العربية التي لا يريد لها أي خير، بل يستهدف فقط إقامة تحالفات انتهازية مع المليشيات والإرهابيين لاستنزاف ثروات الشعوب.

وخلال اتصال مع الجنود الأتراك بولاية هكاري جنوب شرق البلاد عشية عيد الميلاد، قال أردوغان "ها نحن بصدد اتخاذ خطوات جديدة ومختلفة في كل من ليبيا وشرق البحر المتوسط".

وأضاف "نأمل في أن يحقق جنودنا في شرق المتوسط ملاحم بطولية كتلك التي حققها (أمير البحارة العثمانيين) خير الدين بربروس (1478-1546)، وهم بالفعل سيواصلون كتابة تلك الملاحم".

وجاءت هذه الكلمات لتميط اللثام عن أغراض أردوغان في إعادة إحياء فكرة الإمبراطورية العثمانية القديمة، أو ما يعرف بـ"الوطن الأزرق"، من خلال إظهار القوة البحرية التركية في البحار الثلاثة إيجة والبحر الأسود وشرق البحر المتوسط.

إلا أن هذا التعنت التركي لن تقبل به معظم القوى المؤثرة في المنطقة، وسوف يضع أنقرة في مواجهة اليونان وفرنسا والاتحاد الأوروبي وقبرص وإسرائيل ومصر.

كما وصلت الخلافات التركية الأمريكية إلى ذروتها، حيث اتخذت أنقرة خطوة تاريخية بشراء منظومة إس 400 الدفاعية الروسية، وبدأت بتسلمها رسميا وتركيبها، ومن المتوقع أن تدخل الخدمة في الربع الأول من عام 2020، وهو ما اعتبر بمثابة تحول استراتيجي في التقارب التركي مع روسيا على حساب الناتو، التي تمتلك تركيا ثاني أكبر جيش فيه.

وفي ظل خلافات كبرى بسبب عمليتها العسكرية في منطقة شرق الفرات السورية وغيرها، بدأت واشنطن بفرض عقوبات مختلفة على تركيا، وجرى طردها من برنامج صناعة وشراء طائرات إف 35، واعترف الكونجرس بما يعرف بـ"الإبادة الأرمنية" وسط تلويح بعقوبات أكبر قد تكون نهايتها سقوط مدو للخليفة المزعوم الذي فقد نفوذه داخل تركيا، وهو ما أثبتته الانتخابات المحلية الأخيرة.

الأخوان بربروس.. نهب وسرقة
لا ينس أحد من المحيط إلى الخليج ومن الغرب إلى الشرق جرائم ومذابح العثمانيين وتحالفاتهم المشبوهة، والتي يأتي أبرزها التحالف مع الأخوان القراصنة بربروس لضمان موطئ قدم في بلدان شمال أفريقيا عبر أعمال النهب والسرقة.

ففي القرنين الـ15 والـ16 تحول البحر المتوسط إلى حلبة صراع بين دول أوروبا والسلطنة، وشارك القراصنة في الصراع بجانب العثمانيين بعد خضوع زعيمهم خير الدين بربروس عام 1518، أملا في مواصلة أمجاد أخيه القرصان عروج الذي قتل مع 1500 من مرتزقته على يد الإسبان.

وكان الأخوان بربروس يمارسان القرصنة بالفعل في البحر الأبيض المتوسط عندما بسطت إسبانيا سيطرتها على قرطبة عام 1492 لتهزم آخر دويلة إسلامية في شبه الجزيرة الأيبيرية، فانتقل السكان المسلمون إلى شمال أفريقيا.

وفي عام 1505 كان الإسبان والبرتغاليون يتطلعون إلى تحقيق توسع إقليمي في شمال أفريقيا، فشنوا هجمات على المدن الساحلية للمنطقة.

وفي ذلك الوقت كان خير الدين وعروج يمارسان القرصنة بتوجيهات من كوركود، نجل السلطان العثماني بايزيد الثاني، فكانا يعطلان حركة الملاحة الإسبانية والبرتغالية في غرب البحر المتوسط.

وبموت بايزيد الثاني عام 1512 دب صراع بين ولديه سليم وأحمد، ومع هزيمة أحمد تدفق أنصاره إلى شمال أفريقيا.

وفي ذلك الوقت أعدم السلطان سليم أخيه كوركود الذي لم يكن يثق به، فهرب الشقيقان بربروس إلى شمال أفريقيا ليبتعدا عن حاكم من الواضح أنه معاد لهما، وانضما إلى جهود تلك المنطقة في مقاومة النفوذ الإسباني.

صفقات مقابل الدعم
وكأن التاريخ يعيد نفسه، فأردوغان الذي دعم تنظيم داعش الإرهابي في العراق وسوريا مقابل الحصول على النفط بأرخص الأسعار يسعى لإحياء زمن القرصان بربروس وأخيه عروج الذي قتل في عام 1516 آلاف الجزائرين من أجل بسط السيطرة عليها.

وآنذاك، اعترف العثمانيون بعروج وهذه التطورات الجارية على الأرض في شمال أفريقيا وعرضوا الدعم المالي والسياسي على الأخوين الأمر الذي مكنهما من تعزيز مكاسبهما.

ثم عرضت الدولة العثمانية منصب حاكم الجزائر على "عروج" ومنصب أمير البحر في غرب المتوسط على "خير الدين".

وفي عام 1518 لقي عروج حتفه في قتال الإسبان، الذين استعادوا السيطرة على مدينة الجزائر.

وفي ذلك الوقت تقدم خير الدين، الذي حمل لقب بربروس، لقتال الإسبان، واستولى مجددا على المدينة التي تحولت تدريجيا لأول دولة للقراصنة.

واستخدمها العثمانيون كقاعدة عمليات متقدمة لهم في غرب البحر المتوسط، وفي ذلك الوقت ارتبط بربروس رسميا بالدولة العثمانية.

وفي عام 1522 استولى السلطان العثماني سليمان القانوني على جزيرة رودس ونصب بربروس حاكما عليها.

وبعد استيلاء بربروس وقواته على تونس عام 1531 جعله القانوني الأدميرال الأكبر (قبطان باشا) للدولة العثمانية، وصار يعمل رئيسا لأركان حرب البحرية العثمانية.

القرصان المراهق
هاجم خير الدين ميناء ريدجيو في الطرف الجنوبي لشبه جزيرة كالابريا الإيطالية عام 1544، ونجح في دخول المدينة، وأسر من أهلها الآلاف، ثم وصلته أخبار أميرة ترادجيتو جوليا جونزاجا، فتحركت رغبته في أسرها.

شن بربروس حملة عسكرية على مدينة فوند مقر إقامة الأميرة الفاتنة، وأغار عليها في منتصف الليل، لكن الأميرة تمكنت من الفرار، فصب غضبه على الأبرياء وحول المدينة إلى مسرح لتمثيل جرائمه، فقتل جنوده الشيوخ والأطفال واغتصبوا النساء.

كانت من بين الأسيرات ابنة حاكم المدينة ذات الـ 18 عاما، وكانت فائقة الجمال، حتى أبهرت خير الدين البالغ من العمر وقتها 70 عاما، فحملها إلى مخدعه وعرض الزواج منها، لكنها رفضت، فهددها بقتل والديها، فقبلت مقابل الإفراج عنهما فضلا عن تحرير علية القوم.

في تلك الأثناء كان المسلمون يتعرضون للإبادة في الأندلس، لكن السلطان وخير الدين لم يأمرا أسطولهم الضخم بنجدة أخوتهم في الدين، بل هاجموا موانئ إيطاليا حتى توفي عام 1547.

التعليقات

تقارير

الأحد 05 يناير 2020 8:16 ص

تواصل معركة حقوق المعلمين في حضرموت تصعيدها، حيث تظاهر العشرات من المعلمين والمعلمات صباح اليوم الأحد 21 أبريل في مدينة المكلا بساحل حضرموت، منددين بس...

الأحد 05 يناير 2020 8:16 ص

في قرار صادم ومثير للجدل، أصدرت محكمة المنصورة الابتدائية حكماً بالإفراج عن حاوية أدوية مخزنة بطريقة غير صحية، معرضة حياة المواطنين للخطر.  الحا...

الأحد 05 يناير 2020 8:16 ص

في أجواء عيد الفطر المبارك، تألقت قوات الطوارئ والدعم الأمني في عدن وسطرت ملحمةً من الأمان بكل عزيمة وإخلاص تواجدت هذه القوات في كل زاوية من العاصمة،...

الأكثر قراءة

كاريكاتير

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر