ابن بطوطة ... الرجل الذى رأى العالم فى أطول رحلة فى التاريخ

الخميس 14 نوفمبر 2019 2:10 م
ابن بطوطة ... الرجل الذى رأى العالم فى أطول رحلة فى التاريخ

ابن بطوطة

جنوب العرب - لندن

ابن بطوطة هو مستكشف ٌمغربي، يُعد من أشهر المستكشفين في التاريخ ، قدم وصفًا واضحًا للبلدان التي زارها من خلال كتابه رحلة ابن بطوطة

نبذة عن ابن بطوطة
محمد بن عبدالله بن محمد اللواتي الطنجي المعروف باسم ابن بطوطة هو مستكشفٌ ورحالةٌ مغربي وشخصية ذات أهمية تاريخية كبيرة، قطعت مذكراتهُ شوطًا طويلاً في تقديم وصف ٍواضحٍ للعديد من البلدان التي زارها خلال حياته، حيث ما تزال كتبهُ حتى يومنا هذا تُدرس من قبل طلاب التاريخ، وذلك لأن عددًا قليلاً جدًا من الرحالة استطاعوا وصف تجاربهم بشكل واضح ومفهوم كما فعل.

بدأ ابن بطوطة رحلتهُ في استكشاف العالم في سن مبكرة واستمر في السفر طوال حياته، وبكونه مستكشفاً علمياً ذهب إلى جميع البلدان التي كانت محكومة في إطار الإسلام تقريباً، وحضر محاكم بعض أشهر الملوك في العالم وعاش مع السكان المحليين بقصد التعرف على ثقافة البلاد وعاداتها وتقاليدها.

سافر ابن بطوطة لثلاثة عقودٍ طويلةٍ، فهو ما يزال يعتبر واحداً من أشهر مؤرخي السفر في التاريخ، حيث تقول بعض الروايات بأنه قطع ما يقارب 75 ألف ميل (120 ألف كيلومتر) خلال مسيرته الاستكشافية. تعرف على السيرة الذاتية الإنجازات والحكم والأقوال وكل المعلومات التي تحتاجها عن ابن بطوطة.

بدايات ابن بطوطة
ولد محمد بن عبدالله بن محمد اللواتي الطنجي في الخامس والعشرين من شهر فبراير عام 1304 بمدينة طنجة في المغرب، في عائلة تنحدر من عشيرة القبائل الأفريقية المعروفة باسم البربر، حيث كانت عائلتهُ تضم علماء في القانون، والذين خدموا كقضاة في ذلك الوقت.

في عام 1326، قام ابن بطوطة البالغ من العمر 21 عامًا بأول رحلة لهُ، حيث كانت رحلةً طويلةً إلى مدينة مكة، وأثناء إقامته هناك توجه إلى دمشق للتعلم من العلماء هناك.

إنجازات ابن بطوطة
في الوقت الذي كان فيه معظم التجار يسافرون حول العالم، كان ابن بطوطة يكسب عيشهُ من خلال السفر إلى بلدان مختلفة، حيث كان يحصل على دخل من خلال هدايا الحكام وكذلك من عمله كاتبًا. بعد بقائه في مكة حتى عام 1330، سافر إلى مدينتي تعز الحالية وعدن اللتان تقعان في اليمن.

في عام 1331، سافر ابن بطوطة إلى مقديشو في الصومال، والتي كانت مدينة مزدهرة في ذلك الوقت تحت حكم أبي بكر بن سايكس عمر، وتوجه بعد ذلك إلى كل من مومباسا (عاصمة دولة كينيا اليوم) وكيلا، التي كانت تحكمها سلطنة كيلوا في ذاك الوقت، حيث أشار في مذكراته إلى أن تخطيط المدينة في كيلوا كان متقدمًا جدًا.

أراد ابن بطوطة أن يتم توظيفه لدى السلطان محمد بن تغلق شاه في سلطنة دلهي، ومن أجل الوصول إلى الهند، ذهب أولاً إلى الأناضول في عام 1332، وذلك في السنوات التي سبقت صعود الأتراك العثمانيين.

في عام 1334، سافر إلى مدينة القسطنطينية (إسطنبول اليوم) الشهيرة وحضر معه الملك الحاكم أندرونيكوس الثالث باليولوجوس كجزء من الوفد المرافق للسلطان اوزبيك الذي أُرسِل إلى المدينة ليشهد ولادة حفيده، حيث كانت ابنة السلطان متزوجة من الإمبراطور الروماني.

بعد رحلتهِ إلى القسطنطينية، بدأ رحلتهُ التي طال انتظارها إلى الهند، حيث سلك طريق جبال هندو كوش، وهي سلسلة جبال في أفغانستان وشمال غرب باكستان وفي شهر سبتمبر من عام 1334، وصل ابن بطوطة أخيراً إلى دلهي وقدم نفسه إلى السلطان محمد بن تُغلق ملك سلطنة دلهي.

وفي الهند، عين محمد بن تُغلق، ابن بطوطة قاضيًا وخبيرًا في الشريعة الإسلامية، لكنهُ ومع ذلك فقد شعر بخيبة أمل من الوضع في الهند حيث كان من الصعب فرض قانون إسلامي في بلد تكون فيه أغلبية الأشخاص من غير المسلمين، وعمل هناك لمدة ست سنوات.

أثناء إقامته في الهند، قبل عرض السلطان بلا تردد بأن يسافر إلى الصين ليكون سفيرًا هناك، وخصوصاً أنه سيوفر لهُ فرصة الابتعاد عنه وزيارة بلدان جديدة في آن واحد.

كانت آخر رحلاته إلى إسبانيا والسودان، ولا تزال روايات ابن بطوطة عن وقته في السودان، والتي وصل إليها عام 1352، واحدة من أفضل مصادر المعلومات عن إفريقيا منذ ذلك الوقت. وفي عام 1353 عاد ابن بطوطة إلى وطنه المغرب وتولى العمل قاضيًا هناك، كما تابع كتابة مذكراته ويعتقد أنه بقي بعمله قاضياً حتى نهاية حياته.

حياة ابن بطوطة الشخصية
لا يُعرف الكثير عن حياته الشخصية، حيث أن المصدر الوحيد للمعلومات عنه هو كتابه الذي كان بعنوان تُحفة النُّظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار أو كما يعرف بــ رحلة ابن بطوطة، ووفقًا للكتاب فهو متزوج من العائلة الحاكمة في جزر المالديف عندما كان يعمل قاضيًا هناك.

وفاة ابن بطوطة
تُعتبر سنة وفاته مسألة خلاف فوفقًا للمؤرخين فأنها قد تكون بين عامي 1368 و 1369 كما أن سبب الوفاة غير معروف حقاً.

حقائق سريعة عن ابن بطوطة
تُعتبر رحلة كتابه تُحفة النُّظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار، الذي هو نتاج ثلاثون عامًا من السفر والترحال من أهم أعمالهِ، حيث قدم فيه روايةً حيةً لرحلته عبر العالم الإسلامي في ذلك الوقت، والذي يتضمن وصف حيوي للثقافة ونمط الحياة السائد في تلك المناطق التي زارها.
حسب الروايات فإن ابن بطوطة قطع خلال رحلته ما يقارب 75 ألف ميلًا (120 ألف كيلومتر) وزار ما يعادل اليوم 44 دولة حديثة.

التعليقات

صفحات من التاريخ

الخميس 14 نوفمبر 2019 2:10 م

في الحديث عن تاريخ ليبيا المعاصر، وفي حقبة محمد إدريس السنوسي تحديداً، ليس اسم كرميني باشا شائعاً؛ وهذا طبيعي، في ظلّ غياب أي تأريخ فعلي للسنوسية وحرك...

الخميس 14 نوفمبر 2019 2:10 م

في عام 1830، بدأ الاحتلال الفرنسي للجزائر عبر شنّ باريس هجماتها على ميناء طولون، بمشاركة 37 ألف جندي. ومع حلول 14 يونيو/حزيران 1830، تمكنت الحملة الفر...

الخميس 14 نوفمبر 2019 2:10 م

في العام 1170 قبل الميلاد، انتفض العمال المنكبون على بناء مقبرة مخصصة للفرعون رمسيس الثالث. كان التأخير في تسلم مخصصاتهم من الحصص الغذائية أقسى من أن...