طلاب في مدرسة دينية بإسلام آباد
أعلنت السلطات الأفغانية، أمس الأربعاء، مقتل ما لا يقل عن 40 مسلحاً من المتمردين خلال عمليات قامت بها قوات الأمن في أنحاء مختلفة من البلاد خلال الساعات الـ24 الماضية، وسط معلومات عن مقتل فرنسية كانت تقاتل في صفوف فرع «داعش» الأفغاني.
ونقلت وكالة أسوشييتد برس عن مسؤول أفغاني قوله أمس إن باكستان أطلقت قرابة 200 قذيفة صاروخية عبر الحدود على إقليم كونار في شمال شرقي أفغانستان، مما أدى إلى مقتل شخص واحد على الأقل ودفع قرابة 300 من السكان إلى النزوح عن منطقتهم.
ولم يمكن الحصول على تعليق فوري من المسؤولين الباكستانيين على هذه المعلومات التي أوردها الناطق باسم حكومة إقليم كونار عبد الغني مصمم، الذي قال إن الضربات الصاروخية الباكستانية حصلت ليلة الثلاثاء.
في غضون ذلك، ذكرت وزارة الدفاع الأفغانية، في بيان أمس، أن ما لا يقل عن 40 مسلحاً قتلوا خلال عمليات نفذتها القوات الأمنية في أجزاء مختلفة من أفغانستان، طبقاً لما ذكرته قناة «تولو.نيوز» التلفزيونية المحلية. وأضافت الوزارة، بحسب تقرير لوكالة الأنباء الألمانية، أنه خلال العمليات أصيب 35 متمرداً واعتقل تسعة من المشتبه بهم. وجرت العمليات التي يفترض أنها حصلت الثلاثاء، في أقاليم ننغرهار وكابيسا وغزني ولوغار وخوست وأوروزغان وزابول وفرح (فراه) وفارياب وقندوز وهلمند، بحسب الوزارة التي أكدت مقتل الملا نعيم، أحد قادة «طالبان»، خلال عمليات القوى الأمنية في إقليم زابول. وتابعت الوزارة أنه خلال الساعات الـ24 الماضية، أجرت قوات الأمن 16 عملية تطهير و11 عملية جوية في أجزاء مختلفة من البلاد. ولم تتوفر تفاصيل في شأن سقوط ضحايا في صفوف قوات الأمن.
إلى ذلك، ذكر مسؤول أمس أن قوات الأمن الأفغانية قتلت من يعتقد أنها امرأة فرنسية تقاتل في صفوف تنظيم «داعش» في إقليم جوزجان بشمال أفغانستان. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأفغانية، محمد رإدمانيش، لوكالة الأنباء الألمانية: «لسنا متأكدين بعد مائة في المائة أنها فرنسية، لكن هناك احتمالاً قوياً بأنها فرنسية وفق معلوماتنا الاستخباراتية الأولية». وقتل سبعة آخرون من «داعش» في العملية. وذكرت وزارة الدفاع الأفغانية أن الإرهابيين المفترضين قتلوا في منطقة دارزاب بإقليم جوزجان، خلال عملية تطهير. ويشار إلى أن مواطنين أجانب من دول آسيا الوسطى ودول أخرى يعملون بشكل نشط في صفوف «داعش» في هذا الإقليم، بحسب الوكالة الألمانية.
ويأتي ذلك في وقت ذكرت مديرية الاستخبارات والأمن الوطني الأفغانية أواخر مارس (آذار) الماضي أنه تم اعتقال خمسة على الأقل من المشتبه أنهم من «داعش»، من بينهم امرأة فرنسية، خلال عملية نفذتها القوات الخاصة في الشمال. وأكد مسؤولو الأمن المحلي في إقليم جوزجان أيضاً التقرير عن اعتقال «الداعشية» الفرنسية، قائلين إنها اعتقلت قرب منطقة دارزاب (المنطقة نفسها التي قُتلت فيها الفرنسية «الداعشية» الثانية). وقال قائد شرطة المنطقة، فقير محمد جوزجاني، إن المرأة الفرنسية اعتقلت خلال عملية مشتركة للقوات الخاصة الأفغانية والقوات الأجنبية التي تتمركز في أفغانستان.
وفي ولينغتون، أعلنت السلطات النيوزيلندية فتح تحقيق في مقتل مدنيين بهجوم عسكري مثير للجدل في أفغانستان عام 2010 بقيادة القوات الجوية الخاصة النيوزيلندية. ونقلت الوكالة الألمانية عن المدعي العام ديفيد باركر قوله أمس إن تحقيقاً فُتح في شأن عملية «بورنهام» التي وقعت في وادي تيرجيران وشارك فيها جنود من القوات الخاصة النيوزيلندية إلى جانب قوات من دول أخرى. وكانت عملية «قوة المساعدة الأمنية الدولية» هي موضوع كتاب «هيت أند ران» الذي نشره الصحافيان الاستقصائيان نيكي هاجر وجون ستيفنسون العام الماضي. وقال الصحافيان إن قوات الدفاع النيوزيلندية أخفت أنباء مقتل ستة مدنيين، بينهم طفل صغير.
ورداً على ذلك، قال رئيس قوة الدفاع الليفتنانت جنرال تيم كيتنغ إن الكتاب يحتوي على أخطاء. وقال إن العملية «بورنهام» كانت مخططة بشكل جيد، وجرت بتكليف من حكومة نيوزيلندا، ونُفّذت بشكل قانوني بقواعد اشتباك واضحة. وتابع: «في كل الأوقات خلال هذه العملية، تصرفت القوات الجوية الخاصة النيوزيلندية بشكل محترف، وتصرفت وفق المعايير العالية المتوقعة من قواتنا الخاصة».
ورفضت الحكومة السابقة التي خسرت في الانتخابات العام الماضي، إجراء تحقيق في الاتهامات التي يوجهها الكتاب. وقالت إنه لا يوجد دليل على ارتكاب جرائم حرب. وأشارت وكالة الأنباء الألمانية إلى أن التحقيق سيقوده رئيس المحكمة العليا السابق تيرينس أرنولد ورئيس الوزراء السابق جيفري بالمر.