مسن كردي يمشي على عكاز في عفرين
انتشرت عناصر من الشرطة العسكرية التركية في مدينة عفرين السورية، وذلك بعد بومين من سيطرة القوات التركية وفصائل موالية لها على المدينة ذات الغالبية الكردية، على خلفية قيام مقاتلين بعمليات نهب المحال والمنازل، وفق ما أفاد «المرصد» الذي أشار إلى «فوضى عارمة» في المدينة.
وعلى خط مواز، تحاول أعداد خجولة من المدنيين العودة إلى منازلهم ومحالهم وأرزاقهم في عفرين التي تبدو شبه خالية من سكانها، بعدما فرّ منها أكثر من 250 ألف مدني، بحسب «المرصد».
وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف»، إن ما يقدر بنحو 100 ألف شخص ما زالوا داخل منطقة عفرين السورية ونصفهم أطفال.
وبدأت تركيا في 20 يناير (كانون الثاني) الماضي بدعم من فصائل سورية موالية حملة عسكرية قالت إنها تستهدف «وحدات حماية الشعب» الكردية في عفرين التي تعتبرها أنقرة «إرهابية».
وبات العلم التركي يرفرف في نقاط عدة داخل المدينة وفوق مباني الإدارة الذاتية، وكتبت المقاتلون الموالون لأنقرة أسماء فصائلهم على جدران الشوارع.
ويحاول المقاتلون الأكراد بعد انسحابهم من المدينة أمام قوة النيران التركية التحصن في المواقع المجاورة وتفعيل «الخلايا النائمة» وفق «المرصد».
وأفاد مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن باستهداف إحدى هذه الخلايا «آلية عسكرية تركية الأحد وسيارة تابعة للأتراك الاثنين بصاروخ مضاد للدروع ما أدى إلى مقتل مقاتلين اثنين من الفصائل الموالية لأنقرة».
ويتفوق المقاتلون الأكراد رغم على «إمكاناتهم الضعيفة» بحسب «المرصد» على القوات التركية والمقاتلين السوريين بمعرفتهم الواسعة بطبيعة المنطقة الجغرافية في عفرين.
وندد النظام السوري أمس بما وصفه بـ«الاحتلال» التركي لعفرين مطالباً «القوات الغازية» بالانسحاب الفوري من الأراضي السورية.
ويزيد التقدم التركي في عفرين من تعقيدات الحرب المتشعبة الأطراف في سوريا، مع سعي القوى الدولية المؤثرة إلى تكريس نفوذها في الميدان.
وتعهد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أمس مجدداً توسيع العملية التركية في سوريا إلى مناطق أخرى خاضعة لسيطرة الأكراد وصولاً إلى الحدود العراقية.
وقال: «سنستمر في هذه العملية (غصن الزيتون) الآن إلى حين القضاء بشكل كامل على هذا الممر الذي يشمل منبج وعين العرب (كوباني) وتل أبيض وراس العين والقامشلي».
من ناحية أخرى، تواصل قوات النظام السوري اليوم (الثلاثاء)، هجومها على الغوطة الشرقية قرب دمشق حيث حصدت غارات جوية مسائية 20 قتيلاً مدنياً بينهم 16 طفلاً، في وقت يستعد الأكراد في شمال سوريا للتصدي لهجوم تركي محتمل بعد سقوط عفرين.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» اليوم بتنفيذ طائرات حربية بعد منتصف الليل أكثر من 15 غارة جوية استهدفت مدينة دوما، تزامناً مع استهداف قوات النظام لبلدة عين ترما بقصف صاروخي مكثف.
وقال مراسل «وكالة الصحافة الفرنسية» في دوما إن القصف لم يتوقف على المدينة طيلة ساعات الليل ولا يزال مستمراً. وأشار إلى أن سيارات الإسعاف تواجه صعوبة في التنقل نتيجة القصف الكثيف.
وتسبب القصف في اندلاع حرائق لم يتمكن الدفاع المدني من إخمادها، خشية من استهداف آلياته من قبل الطيران.
وبحسب «المرصد»، تدور حالياً اشتباكات بين مقاتلي فصيل «جيش الإسلام» وقوات النظام في محيط دوما من جهة مسرابا، تترافق مع قصف متبادل.
ويتزامن القصف مع ارتفاع حصيلة القتلى في مدينة عربين إلى 20 مدنياً، هم 16 طفلاً وأربع نساء، نتيجة غارة روسية على الأرجح، استهدفت وفق «المرصد» قبو مدرسة كانوا يحتمون فيها.
وكانت حصيلة سابقة لـ«المرصد» أفادت بمقتل 16 مدنياً.
وتشن قوات النظام منذ 18 فبراير (شباط) الماضي هجوماً على الغوطة الشرقية، تمكنت بموجبه من السيطرة على أكثر من 80 في المائة من مساحة المنطقة التي شكلت منذ عام 2012 المعقل الأبرز للفصائل المعارضة قرب دمشق.
وقتل منذ بدء التصعيد أكثر من 1450 مدنياً بينهم نحو 300 طفل وفق «المرصد».
وشدد الممثل المقيم لأنشطة الأمم المتحدة في سوريا علي الزعتري في بيان ليلة الاثنين على ضرورة «إيصال المساعدة العاجلة للمعالجة الفورية للوضع الكارثي لعشرات الآلاف من سكان الغوطة الشرقية وعفرين» التي سيطرت قوات تركية مع فصائل سورية موالية لها عليها أول من أمس.
وجاء تصعيد القصف على دوما بعدما شن «جيش الإسلام» هجمات على مواقع قوات النظام على أطراف المدينة، انضم إليها «فيلق الرحمن».
ومع تقدمها في المنطقة، تمكنت القوات الحكومية من تقطيع أوصالها إلى ثلاثة جيوب منفصلة هي دوما شمالاً تحت سيطرة فصيل «جيش الإسلام»، وحرستا غرباً حيث حركة «أحرار الشام»، وبلدات جنوبية يسيطر عليها «فصيل فيلق الرحمن» ولـ«هيئة تحرير الشام» وجود محدود فيها.