الانطلاق بثبات نحو المجهول
أقلع صاروخ فالكون هافي من إنتاج سبايس إكس وهو الأقوى في العالم بنجاح مساء الثلاثاء من قاعدة كاب كانافيرال (للقوات الجوية والفضائية الأميركية) في فلوريدا (جنوب شرق الولايات المتحدة) حاملا سيارة تسلا كهربائية حمراء باتجاه مدار قريب من المريخ.
وسيضع هذا الاختبار الأول من نوعه حجر زاوية جديدة في مسيرة الشركة الخاصة المملوكة للملياردير إيلون ماسك، إذ من المرجح أن يمنح إطلاق الصاروخ سبايس إكس والتي مقرها كاليفورنيا ميزة جديدة بين شركات الصواريخ التجارية والتي تتنافس على عقود جذابة مع ناسا وشركات الأقمار الصناعية والجيش الأميركي.
ويحمل الصاروخ الذي يعادل طوله مبنى مكونا من 23 طابقا سيارة تسلا رودستار حمراء اللون مملوكة لماسك إلى الفضاء كحمولة تجريبية، إذ أن الصاروخ الجديد قادر على نقل حمولة ثقيلة، وهو مبني بشكل أساسي من ثلاثة صواريخ فالكون- 9 تم الجمع بينها جنبا إلى جنب.
كما أنه تم تزويد هذا الصاروخ بـ27 محركا ينتج قوة دفع تزيد ثلاث مرات عن قوة محرك فالكون- 9 الذي يعد حتى الآن الركيزة الأساسية لعمل أسطول سبايس إكس.
وبثت سبايس إكس فيديو للسيارة طافية في الفضاء الأربعاء، أظهر أن صاروخ الإطلاق قد تجاوز المسار الذي كان من المفترض أن توضع فيه سيارة تسلا ليمتد إلى حزام الكويكبات بين المريخ والمشتري، حيث كان من المفترض أن يجعلها في مدار شمسي افتراضي يبعدها عن الأرض بنفس مسافة بعد كوكب المريخ عنها.
ونشر ماسك تغريدة تبين خارطة المدار النهائي للسيارة بعد الإطلاق الأخير، ويبدو أنها تقترب تدريجيا من مدار الكوكب القزم سيريس.
ووفقا لموقع ذا فيرج الأميركي، فإن ماسك قال قبل إطلاق السيارة، إن هناك فرصة ضئيلة للغاية بأن تصطدم تسلا بكوكب المريخ.
وتسنى سماع الهتاف الصاخب للعاملين في سبايس إكس من مقرها في هاوثورن بولاية كاليفورنيا حيث أذيعت لقطات حية لعملية الإطلاق.
ونصب المئات من الأشخاص الخيام على بعد ثمانية كيلومترات من مركز الفضاء لمشاهدة انطلاق الصاروخ.
وكان ماسك قال إن إحدى اللحظات الحاسمة في الاختبار ستكون عندما ينفصل محركان على جانبي الصاروخ خلال ثلاث دقائق من الإطلاق. وحدث هذا دون عقبات.
وبفضل تكنولوجيا سبايس إكس الرائدة لاستخدام الصواريخ المستعملة، وهو ما يعني تكلفة أقل، عاد المحركان الجانبيان بأمان إلى الأرض واستقرا على منصتي هبوط في محطة كاب كانافيرال الجوية بعد نحو ثماني دقائق من الإطلاق.
والصاروخ فالكون هيفي مصمم لوضع حمولة يصل وزنها إلى 70 طنا في مدار قريب من الأرض بتكلفة 90 مليون دولار لكل عملية إطلاق. ويعادل هذا مثلي قدرة الحمولة لأكبر الصواريخ في أسطول الفضاء الأميركي وهو الصاروخ دلتا 4 هيفي.
ويجعل اختبار الإطلاق فالكون هيفي أقوى صاروخ قيد التشغيل في الفضاء إذ يمكنه نقل حمولة أكبر من أي مركبة فضائية انطلقت منذ إطلاق الصاروخ ساترن 5 التابع لإدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) والذي أحالته للتقاعد عام 1973 أو الصاروخ السوفييتي إنيرجيا الذي انطلق في آخر مهمة له عام 1988.
وكانت سبايس إكس أعلنت أنها تعتزم استخدام الصاروخ فالكون هيفي لإرسال اثنين من السائحين في جولة مدفوعة الأجر حول القمر وإعادتهما، لكن ماسك قال الاثنين إنه يميل الآن إلى تأجيل هذه المهمة إلى حين تطوير نظام إطلاق أقوى في سبايس إكس.
وتشير البوادر الأولية إلى نجاح ماسك في إرسال سيارته إلى الفضاء كما كشف سابقا حيث أفاد أن المركبة الفضائية ستنقل حمولة غير عادية: سيارة تسلا رودستار الخاصة به، مع تشغيل أغنية لمغني الروك البريطاني، ديفيد بوي، أثناء الإطلاق، مشيرا إلى أن السيارة يمكن أن تحلق في الفضاء السحيق مدة “مليار سنة”، إذا لم ينفجر الصاروخ التجريبي.