البرلمان الإيراني
قال متحدث باسم رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني اليوم الأحد لوسائل الإعلام إنه يتعين على كل السلطات الإيرانية ذات الصلة أن تقدم تقارير بشأن أسباب الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي اجتاحت البلاد، وكذلك أعداد المعتقلين الحالية.
وقال بهروز نعمتي، المتحدث باسم رئيس البرلمان ، بعد جلسة خاصة للبرلمان الإيراني تم الدعوة إليها في ضوء المظاهرات: “يجب أن تضيف الحكومة مطالب المتظاهرين إلى الأجندة ومراجعتها بعناية”.
وتابع: “لا نريد أن تنتهك حقوق الشعب لأن لديهم انتقادات”. ويجب تصحيح أي “أخطاء” في الاعتقالات على الفور. غير أنه أضاف أنه لن يتم إبداء أي تفاهم تجاه المشاغبين ويجب أن يحاكموا.
ووفقا لوسائل إعلام إيرانية فقد شارك في الجلسة وزير الداخلية وقادة أجهزة الاستخبارات وكبار القيادات الأمنية وقادة الحرس الثوري ورئيس التليفزيون وأمين مجلس الأمن القومي.
وإحدى النقاط الرئيسية للجلسة الخاصة المغلقة، التي دعا إليها فصيل إصلاحي من النواب، هو ضمان أن يحصل المتظاهرون المحتجزون على مساعدة قضائية معقولة.
وبينما لم ترد أرقام رسمية بشأن الأشخاص الذين اعتقلوا خلال الأسبوع الماضي في المظاهرات، تشير تقديرات إلى أن ما يتراوح بين ألف إلى 1800 شخص اعتقلوا في أنحاء مختلفة من البلاد، من بينهم100 طالب.
وقتل نحو 20 شخصا خلال الاضطرابات.
وقال المتحدث باسم لاريجاني إنه من المهم خصوصا لرئيس البرلمان ألا تفتك الاحتجاجات بالوحدة الوطنية للبلاد، ما يعني أنه يجب تجنب التوترات. ويخشى الإصلاحيون أنه يمكن أن يستخدم المتشددون الاضطرابات كحجة للدعوة إلى تغيير المسار المعتدل الذي تنتهجه الحكومة.
ولم ترد أنباء عن مظاهرات مناهضة للحكومة فجر الأحد، رغم أن المظاهرات المنظمة من قبل الدولة بثت. وأظهر التلفزيون الرسمي مئات الآلاف من المتظاهرين يدينون “المتآمرين الأجانب” ويبدون التضامن مع القيادة الإسلامية الإيرانية.
وألقى السياسيون المتشددون في إيران باللوم في تلك التظاهرات بشكل مباشر على “متآمرين أجانب”، وهو ما يكرره الرئيس الإيراني حسن روحاني ومعسكره الإصلاحي، على الرغم من اعترافه بأنه لا يمكن توجيه جميع المظاهرات من الخارج من قبل “أعداء إيران”.
ووفقا لوسائل إعلام إيرانية فقد شارك في الجلسة وزير الداخلية وقادة أجهزة الاستتخبارات وكبار القيادات الأمنية وقادة الحرس الثوري ورئيس التليفزيون وأمين مجلس الأمن القومي.
ولم ترد أنباء عن خروج مظاهرات مناهضة للحكومة الليلة الماضية أو في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأحد. فيما غطت المحطات الرسمية العديد من المسيرات الموالية للحكومة، وندد المشاركون فيها بالتدخل الأجنبي وتعهدوا بالولاء للقيادة الإسلامية.
واستمع النواب الى وزير الداخلية عبد الرضا رحماني فضلي، ووزير الاستخبارات محمود علوي، وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني، في شأن التظاهرات التي تخللتها اعمال عنف اواخر كانون الأول/ديسمبر في عدد كبير من مدن البلاد، احتجاجا على غلاء المعيشة والحكم، كما اعلن الموقع الرسمي لمجلس الشورى.
واسفرت تلك التظاهرات وقمعها عن 21 قتيلا بالاجمال، معظمهم من المتظاهرين، كما تقول السلطات.
وانصرف اجتماع مجلس الشورى الى البحث في اسباب الاحتجاج ورد السلطات، فيما يناقش النواب مشروع الموازنة للسنة الايرانية 1397 التي تبدأ في 21 اذار/مارس.
وناقش النواب ايضا مسألة القيود المفروضة على شبكة تلغرام الاجتماعية، الاكثر شعبية في ايران، خلال الاضطرابات.
وكتب بهروز نعمتي المتحدث باسم رئاسة مجلس الشورى على صفحته في انستاغرام، ان “مجلس الشوري لا يؤيد استمرار التدقيق في شبكة تلغرام، لكن عليها ان تعطي التزامات حتى لا يستخدمها أعداء الشعب الإيراني”.
ورفع الاربعاء الاغلاق الذي فرض على شبكة انستاغرام لتقاسم الصور، لكن تلغرام التي يستخدمها اكثر من 25 مليون شخص يوميا، ما زالت تواجه قيودا: فالوصول الى الشبكة ما زال متعذرا عبر الهاتف النقال، إلا اذا تم استخدام شبكة افتراضية خاصة.
وتطلب السلطات من تلغرام حجب بعض القنوات التي انشأها معارضون ايرانيون في الخارج وتدعو الشعب صراحة الى الاطاحة بالحكم.
واعلن الحرس الثوري الاربعاء نهاية “الفتنة” التي بدأت في 28 كانون الأول/ديسمبر. وتنظم تظاهرات التأييد للسلطات يوميا في عدد كبير من المدن. وبث التلفزيون الرسمي الاحد مشاهد لتجمعات في رشت وقزوين (شمال) وشهر كرد (جنوب) ويزد (وسط).
واكد التلفزيون ان هذه التجمعات هي “رد من الشعب على مثيري الاضطرابات والذين يدعمونهم”، فيما تتهم السلطات واشنطن واسرائيل والسعودية بالوقوف وراء الاضطرابات بالتآمر مع مجموعات “معادية للثورة”.
واكد الحرس الثوري الإيراني إن شعب البلاد وقوات الأمن تمكنوا من إخماد اضطرابات أثارها أعداء أجانب.
وقال الحرس في بيان نشر على موقعه الإخباري على الإنترنت (سباه نيوز) “الشعب الثوري الإيراني وعشرات الآلاف من قوات الباسيج والشرطة ووزارة الاستخبارات كسروا سلسلة (الاضطرابات) التي صنعتها… الولايات المتحدة وبريطانيا والنظام الصهيوني والسعودية والمنافقون ومؤيدو الملكية”.